07

1.1K 91 22
                                    

أوشكت الشمس على الغروب و الاختفاء ليحل محلها القمر و النجوم المتلألئة وسط الظلمة الشديدة. جو و محيط هادئان يبعثان بالطمأنينة و السكينة. لكن ليس بالنسبة لساحة القصر الأمامية ، التي جمعت بين مصاصي الدماء السبعة و فتاة الشعلة الزرقاء بعد فراق طويل.

—جيمييين!
—آه... أيتها الطفلة المشاغبة!... لم أتصور أنني سأشتاق إليك هكذا!...
—يااه!... و لما "الطفلة المشاغبة " ؟
—أنا أمازحك ، لا تغضبي!

قال جيمين محاولا كتم ضحكاته أمام تلك التي ابتعدت عنه بعد أن كانت تعانقه ، مدعية الغضب. لكن ذاك الغضب اختفى بمجرد رؤيتها يونغي ، و ظهرت مكانه ابتسامة عريضة. لترتمي عليه بينما تصرخ :

—شوقاااا!

حسنا ، يبدو أن لين لم تنسى اللقب الذي أعطته ليونغي. و هذا ما جعل الآخرين ينفجرون ضحكا. غير أن يونغي لم يغضب كما كان يفعل ، بل اكتفى برد الابتسامة للين. فقال هوسيوك معلقا على ما حدث :

—مستحيل!... هذه الفتاة لا تتغير. مر أزيد من خمسة أشهر ، و ما زالت تتصرف كالأطفال و تنادي يونغي بشوقا!

وافقه جين على كلامه مردفا :

—حتى أن يونغي أصبح يعجبه اللقب!

توجه الجميع نحو غرفة كبيرة للطعام من أجل العشاء. فلقد تأخر جونغكوك ، لين ، تاي و جين. و ذلك بسبب جونغكوك الذي أجبرهم على الانتظار حتى ينهي بعض الأعمال كما قال ، من أجل سلامة القصر أثناء غيابه.

التف الجميع حول تلك الطاولة الكبيرة ذات الشكل المستطيلي. حيث كانت لين تجلس بين يونغي و جين الجالس بجانب هوسيوك ، و قبالتهم جيمين ، تاي و نامجون ، أما جونغكوك <جونغكوك المسكين نسيته لين ||-_-> ، فكان يجلس على رأس الطاولة ، و على جانبيه نامجون و يونغي.

<لمن لم يفهم الترتيب :
.........يونغي ، لين ، جين ، هوسيوك
جونغكوك
.........نامجون ، تاي ، جيمين >

الجميع كانوا يتحدثون و يضحكون ، و بالطبع ، يغيضون بعضهم خاصة لين التي يحب الجميع رؤية غضبها المضحك.

نامجون و جونغكوك كانا يتحدثان على انفراد بهدوء مقارنة بالآخرين.

— أنا سعيد للغاية لعودتكما سالمين. لقد كنا جميعا قلقين من فقدانكم.
—في المرة القادمة ، يجب أن نحسب حسابا لما حدث لنا أثناء عبورنا البوابة.
—هذا إن كانت هناك مرة قادمة. لا أظن أنكم ستعودون لعالم البشر...
—قد ترغب لين بذلك بين الحين و الآخر. خصوصا بعد أن علمت بأمر البوابة. لكنني ما زلت لا أفهم ، لما  نقلتنا البوابة أنا و لين فقط لمكان آخر ؟... لما لم تنقل معنا تاي و جيمين ؟
—بعد ذهابك أنت و جيمين لعالم البشر ، تابعت قراءة تلك الكتب التي تحدثت عن الكهف العجيب ، البوابة بين عالمي البشر و الوحوش ، و حينها اكتشفت ، أن البوابة أثناء نقلها للأشخاص من عالم البشر إلى عالم الوحوش ، قد تقوم بنقلهم لأماكن بعيدة جدا عن الكهف العجيب. و ذلك بسبب القوة التي يحملها الأشخاص و نوعيتها. أشك أن كون لين فتاة الشعلة الزرقاء هو السبب في ذلك. أما عن جيمين و تاي ، فقد نقلتهما لمكان كان قريبا من القصر. أما عن سؤالك ، أخبرني أولا ، هل كنت تمسك بلين ؟
—أجل ، كنت أمسك بيدها.
—و ماذا عن الآخرين ؟
—كان جيمين يمسك بتاي حتى يُريه الطريق.
—كما توقعت. لهذا تم نقلك أنت و لين لمكان ، و جيمين و تاي لمكان آخر.
—هكذا إذا!...

الشعلة الزرقاء... [الجزء الثاني ] Donde viven las historias. Descúbrelo ahora