11

814 68 9
                                    

—لننتقل إذا للتالي...

تحدث جونغكوك بعد أن أنهى إحدى القضايا المتعلقة ببعض مصاصي الدماء و الآلف. ينبغي التأكيد على أن مهامه قد زادت ، خاصة حين يتعلق الأمر بتيسير الحياة ما بين الوحوش. المشاكل بينهم لابد منها. و رغم أنه قد مرت أشهر على موت يونغجاي ، فإنهم ما يزالون يجدون مشاكل في التعايش معا.

—لا تقلق. إنها مسألة وقت لا غير. سيعتادون على ذلك.

هكذا كان يجيبه جونغ دوما حين يطلعه على مخاوفه من عدم القدرة على جعل الوحوش يتعايشون في ما بينهم. ربما جونغ على حق. في النهاية لقد مرت سنوات ، لا بل قرون على آخر مرة كانوا فيها متحدين.

أعاد جونغكوك بجسمه للوراء ليسنده على عرش الدراكولا خاصته ، و هو يتنفس الصعداء. من المتعب الجلوس لمدة طويلة. لكن هنا ، و داخل قاعة الاجتماعات ، لا مجال لإبداء أي شعور بالألم أو التعب.

«ترى ، ما الذي تفعله لين الآن ؟» همس لنفسه ، و هو يرجو أن لا تقوم بفعل أحمق كما اعتادت. في النهاية ، هذه  هي لين ؛ فتاة فضولية و مثيرة للمتاعب. لكنها تظل لطيفة ، جميلة و قوية.

ابتسم جونغكوك ، كما يفعل في كل مرة يتذكر فيها لين. و كأنها تنشر الطاقة الإيجابية من حولها. هي فعلا حيوية و نشيطة ، و تجلب السعادة. و هذا بالضبط ما دفع جونغكوك لأن يعود لعمله مجددا.

دخل جيمين القاعة و هو يحمل العديد من الأوراق ، ليضعها على الطاولة يمين جونغكوك. فاستفسر هذا الأخير قائلا :

—و ما هذه ؟
—رسائل من أماكن مختلفة. بعضها للتهنئة ، و أخرى للشكوى. لقد قمت بإلقاء نظرة على معضمها. بعضها يحتاج للنقاش.
—لا بأس ، سنناقشها في اجتماع الغد.
—حسنا ، سأذهب الآن...

كاد جيمين يغادر ، لكنه تذكر شيئا ، فاقترب من جونغكوك حتى لا يسمعه من كانوا في القاعة ، و همس له :

—جونغكوك ، ما الذي سنفعله بخصوص... والدك ؟... أقصد المجلس الأعلى ؟...

أخذ جونغكوك ثوان يفكر فيها قبل أن يرد قائلا :

—لا تقلق. المجلس الأعلى لن يعلم إلا بعد مدة طويلة ، ثم سيحتاجون للتشاور فيما بينهم ، قبل اتخاذ أي قرار. أظنها مدة كافية لحل هذه المشكلة و التفاوض.

أومأ جيمين ثم غادر المكان. بينما ظل جونغكوك يفكر في ما حدث البارحة. ما زال لا يستطيع استيعاب أن والده قد عاد إلى الحياة. و هذا أكثر ما صعب عليه إيجاد الحل. و كأنه يتهرب من هذه الحقيقة. و لكن لماذا ؟ أليس والده ؟ أليس عليه أن يفرح للقاءه ؟

أغمض عينيه في محاولة لطرد جميع هذه الأفكار ، ثم أعاد فتحهما و كله استعداد لإتمام عمله. هو الآن دراكولا و مسؤول عن أتباعه ، فلا مكان للتوتر.
.
.
.
.
.
.
.

الشعلة الزرقاء... [الجزء الثاني ] Donde viven las historias. Descúbrelo ahora