اليوم الخامس

261 9 1
                                    

لا يغرّنك هدوء الهادئين أشرس معركة يخوضها الإنسان هي تلك التي تدور في رأسه..

أعتذر للأشخاص الذين كان عليّ أن أشتمهم ولم أفعل، للذين كان يُفترض أن أحبهم ولم أستطِع، لمن كنت أريد مصافحتهم ولم أصل..

‏أعرف كيف أناقض نفسي في الساعة ستين مرة، وأعرف كيف أتلاعب مع هذا التناقض في كل دقيقة من الساعة، أعرف كيف أطير في ٣٠ ثانية، وأسقط في ٢٨ ثانية أخرى، أما الثانيتين المتبقية تركتها لأدرك بها ذلك، وكل هذا في دقيقه، في ستين ثانية فقط..

- ماذا لو سقطت ..؟
- تنهض.
- ولو سقطت مرة أخرى ..؟
- تنهض مجددًا.
- وهل يمكنني ألا أسقط ..؟
- ستبقى تسقط طالما أنت حي ، الموتى وحدهم يسقطون ولا ينهضون..

‏طمئِن قلبّك.. فلا أحد يسمع دُعاء قلبّك غير الله.. وثِق أنَّ ما تُرسله إلى السماء لن يعود إليّك إلا سلاماً وبلسماً..

إن أصحاب القلوب القاسية لهم أحزانهم أيضاً..

‏بالرُّغم من خدوشك الداخلية تُلقي الضحكات تُداعب المارّه تجتمع مع هذا وذاك تدّعي الإنشراح وأنت لست بمنشرح.. أليس هذا إنجازٌ برأيك؟
.
هُناك أيام ومواقف في حَياتك كنت تظُنها لن تمُر وكانت همّك الأكبر؛ مرت، ولعلّك نسيتها الآن وأيضاً هذا اليوم سيمُر وستنساه, فقط إهتمّ بسعادتك..

تتحطم ، وماذا بعد ؟ هل ستتحطم في كل مرةٍ لا تنجح فيها ؟ هل ستقف أمام الطريق الطويل متوهمًا بأنه طريقٌ مُغلق في كل مرةٍ تسقط بسبب عثرة على طريق ؟ أنت تألمت بسبب حماقة عينيك، وليس بسبب العثرة، أنت المُلام، ركز جيدًا "أنت الملام الوحيد دائمًا" العثرة لا يمكن لنا أن نحاسبها..

يُخيفني أن اكون من أولئك الذين لايتذوقون كلماتهم قبل أن ينطقوها الذين لايجربونها على أذانهم أولا الذين لايعرفون كم للكلمة أن تبني وكم تهدم..

‏لكل الذين لم يسلّط عليهم الضوء، لم تُذكر أسماؤهم، لم ينالوا منصبًا.. لأولئك الذين يُسندون الجميع و لم يسندهم أحد "الله يعرفكم جيّداً"..
.
لا أحد يدرك معنى أن يموت الأنسان من الداخل، ويجد نفسه مستمرا في الاستيقاظ صباحا ليواجه العالم والأشياء.. لا احد يدرك

ان الأشخاص الهادئون خارجيا هم عادة ما يكونون اكثر الأشخاص الذين يعجُ بداخلهم الضجيج سواء بسبب الأفكار او المخططات
.
نعم اتكلم مع نفسي، ففي بعض الأحيان احتاج الى نصيحة محترف..

أحيانا نبدو متماسكين من الخارج.. ولكن تحت هذا السطح الهادئ نقاتل بشراسة للحفاظ على تماسكنا الظاهري..

‏لا أحد يعرف السبب المتخبي خلف ستائر تنهيدتك..

يرى الله كٌل محاولاتك، يراك حين تتعثر ثُم تقوم، يرى دموعك في كٌل مرة، يرى جهادك وصبرك وتجلدك هذا أكبر داعٍ لأن تتطمئن ولا تقف فالله معك..
.

أنْ تُولَّدَ رُغمَ أنفِ الأٓخرينَ، رُغمَ إنَهُم لَمْ يَكونوا يَرغِبوا بِقدومِكَ.. حَسناً، هذا عَظيمٌ نَوعاً ما..

الذين يعيشون لوحدهم ويفكرون ويبكون ويربتون على قلوبهم لوحدهم، ويسلون أنفسهم بأنفسهم.. كن معهم يا الله..

الإنجازات التي نحققها تحت الضغوطات لها دائماً نكهتها المميزة.. نكهة الفخر بنفسك.. الفخر بأنك استطعت الوصول لما تريد رغماً عن أنف كل شيء..

مذكرات بلغة خاصة Where stories live. Discover now