اليوم السابع عشر

129 3 0
                                    

ﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻃﺮﻳﻖ ﻣُﺨﺒﺄ ﻟﻚ ﺍﻟﻔﺮﺡ، ﻭﻟﻜﻦ ﺛﻖ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﻘﻮﺩﻙ إلى ﻣﺎ ﻳﺴﻌﺪﻙ ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺑﻘﻠﺒﻚ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺭﺿﻴﺖ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭﻩ، ﺃﻃﻠﻖ ﺩﻋﻮﺍﺗﻚ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺳﻴﺴﺘﺠﻴﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻳﺨﺒﺊ ﻟﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻙ ﻻﺣﻘﺎً..  وفقط مزيدا من الصبـر

والله لسنا سوى ضعفاء نسقط و نقاوم، ننكسر ونقاوم، يعترض طريقنا ألعن البشر ونقاوم.. المقاومة سلاحنا الأوحد.. و والله لولا لطف ربنا بنا لمتنا منذ زمن..

صبَاح الخَير لمَن نامَ على أملٍ رُغم المؤشرات السّلبية حوله، صباح الخَير ليومٍ مُشرق نَرى منه رحمة من عند الله..

على الله هذه الأيام، وهذا الثقل الذي لا يخف، على الله كل اللحظات التي هشم الخوف فيها قلبي، على الله كل شيء فالله لا ينسى، على الله صمت طويل، وصبر ممتد، على الله اوجاع لا تخفى، على الله وجل الروح؛ ووحشتها، على الله وقت يمر ولا يخفف من الأثر شيء، على الله قلوبنا حين تفتت من الالم وتذرى مع الرياح، على الله حين نستمر في الركض ونحن لا نعرف الى اي الجهات نسير، ونحن لا نملك شيئاً نعود إليه، على الله أنا، على الله انت، على الله مافي اقدارانا من المهالك والأوجاع، على الله هشاشتنا وثقلنا وضعفنا وسقوطنا في كل مرة، رباه انت ولي هذا القلب ومولاه، وحدك تعلم م يسرّ ويخفي، ووحدك تعلم علّته وطبّها، لا قوة له إلا بك ولا قدرة له إلا من عندك، توله ربّاه..
.
الحمدلله لأن الله معي في كل غصةٍ وشائكة يعلمني كيف أقطعُ الطريق دون أن أنزوي، وكيف أصفّفُ أمنياتي الناعسة، وكيف أتماسكُ من جديد إن تعبت..

أولئك الذين يعتزلون الناس ولا يشعرون بالوحدة، قد وجدوا الله..

لحظة انتهاء العاصفة، لن تتذكر كيف نجوت منها، لن تتذكر كيف تدبرت أمرك لتنجو، و لن تدرك هل انتهت العاصفة أم لا.. ستكون متيقنًا من أمرٍ واحدٍ فقط: حين تخرج من العاصفة، لن تكون الشخص نفسه الذي دخلها، ولهذا السبب وحده، كانت العاصفة..

‏يا ربّ، أنت أكبر من الحظ، أكبر من هذا التعجيز، أكبر من هذا التعقيد، وأكبر من هذه البعثرة، عليك توكّلت وأنت خيرُ وكيل..

‏أنا لم أتوقف عن المحاولة، رغم فشلي كُل مرة، ورغم أن كُل محاولةٍ جديدة هي بالنسبة لي مجازفة وحرب عالمية عليّ أن أخوضها وحدي ضد هذا العالم..

‏نحزن.. فننسى أنَّ وليّنا ووليّ حزننا هو الله، ونضيق.. فننسى أن الأمر كلّه بيد الله، ونيأس.. فننسى أن المعطي والمدهش في عطائه هو الله، ونحمل الهمّ.. فننسى أن واسع الفضل هو الله، وسنبقى غارقين في ضعفنا ما لم نيقن أنّنا تحت ظلّ الله، الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء..
.
لا تحمل نفسك فوق طاقتها وذكر نفسك دائمآ أنك إنسان من حقك أن تحزن وتبكي وتتألم.. لا شيء يجبرك على أن تكون إنسان خارق.. بل الطبيعي أن تشعر بكل المشاعر الإنسانية ثم تتماسك من جديد وتعود إنسان قوي..

‏يارب وإن كنا صامتين فإننا نتألم، وإن كنا لا نبدي فإننا نتأذى، وإن كنا نظهر الطمأنينة فإن قلوبنا تتصدع من الخوف.. وأنت تعلم وهم لا يعلمون..

إن ما يُرهقني ليس الألم، ان ما يرهقني هو الجهد الذي أبذله لإخفاء هذا الألم..

انا من يعيد بناء نفسي من الداخل، انا المستمر مع نفسي الى النهاية دائماً..

الخوف المركز الأول بجدارة في تحطيمك ، تهشيمك، هالات عينيك التي تكسو وجهك، المسؤول الأول في ظنك أنك غير كافياً، غير مستحق، أسوء أبشع أشر، المسؤول عن خسارتك لنفسك لهم.. لا تتوقع أن تتجاوز أي شيء وأنت خائف..

خفت من اليأس لأنه يفتت مباهجي، خفت من خور القوى لأني مازلت في أول المعترك، خفت من الهزيمة لأني شهدتها تجفف مرابع الأمل في صدري، خفت حتى سمعت إماميّ مسجدا الحي يقرآن سويًا وبشكل مصادف آية واحدة من سورة الطارق: "فما له من قوة ولا ناصر" واستكنت روحي، الله واهب القوة، الله هو النصير، كيف يترك عبده؟ لن يتركه..

مذكرات بلغة خاصة Where stories live. Discover now