اليوم الثالث عشر

106 4 0
                                    

عندما يصبح الألم هائلاً جداً ويُدرك الأنسان إنّ البُكاء شيءٌ ضئيلٌ للغاية، حينها يصبح الإنسانُ صامتاً..

‏انظر كيف أن حُزنك لا يغير شيء، فلا زالت الشمس تُشرق، ولا زال الناس يسِيرُون ويضحكون، ولا زالت نشرة الأخبار تنقلُ كل الكوارث عداك..

‏ظننتُ بأني سأنسى الصفعات، ما إن يزول الإحمرار من على وجهي، نسيت بأن القلب هوَ من يتلقاها لا الوجه..
.
.
.

شكراً لكل من يكافح في هذه الحياه لانه يعلم بأن فرج الله قريب.. ويعلم ان المعاناه هي من تصنع الابطال..
.

‏كنت ألتمسُ لُطف الله فِي أقسى اللحظات كان لطفُه يحيط بي وكأن شيئًا يربتُ على قلبي وبِهدوء..
.
تلك الصرخة التي ابتلعتها من فرط كبريائك، هي لاتتلاشى، هي تكبُر داخلك، فحزنك الذي أعرضت عنه ولم تسعفه بدمعة، سيأتيك جشعاً في وقت لا تتوقعه..

أن الله لا ينسى قلباً لجأ اليه..

يرى الله محاولاتك في النهوض بعد كل تعثر ويسمع دعائك الخافت وينصت لرجاء قلبك، لا تتوقف ما دام الله قريبًا لهذا الحد..

سلّم أمرك لله، وابتسم واطمئن فإن أتاك شيء ف هو حتمًا لك وإن لم يأتك فتأكد أنه لا يُناسبك ثق بالله دائمًا..

فأنْ الله، مَع المُنكسِرة قلوبهُم..

‏- رسالة إلى المخذولين..
- إلى من لا ينتظرون رسالةً من أحد..
- إلى القابعين في سجون الصمت..

' نحن نشعر بكم'..
.

هذا المنحدر الذي حطمك وكسر فيك كل شيء، ستشكره في يومٍ ما..

وحَين تظنُ أن كُل شيء كآدَ ينتهي، يخلقُ الله لكَ مخرِجاً لتبدأ من جديد..

وقد تظن بأنك منسي؛ بينما أنت في حفظ الله... ونحنُ أقرب إليه من حبل آلوريد..

‏كيف يعقل أن تحترق روح الإنسان لهذه الدرجة دون أن تترك أثرًا على شكله الخارجي؟!!
.
وليس من شيء يجعلني أكثر ثباتًا، غير أنه لا يوجد لصوتي المُرسل لله حاجز، وأنه لن يكون بإمكان أحد أن يعرفني كما يعرفني الله..

لا أحد يستطيع أن ينسيك تلك الأيام التي تجاوزتها كأنك تتجاوز ساحة ألغام..

الله هو رسالة الرحمة لقلوبكم، الله اليد التي لا تتركك في المنتصف، صديقك الأنيس لحظة الوحدة وباعث الفرج في كل حين..

هم لا يعرفون ما بك، لايشعرون بشتات روحك المثقله، لكن الله يطلع، الله مطلع على القلوب، فسلام من الله على روحك المرهقه..
.

‏-كيف صمدت امام كل شيء؟
‏-لم أصمُد، وقع كل مابي أرضاً إلا جسدي..

هل حدث ان كلمت نفسك لساعاتٍ، لانك الوحيد الذي يشعر بك..؟؟

‏هل شعرت يوماً ما ان يكون مظهرك الخارجي هادئ وصلب جدًا، بينما تتهاوئ بك الحياة من الداخل؟

أعرفُ جيدًا مدى وجعك حيال شُعورك بأن شيئًا ما يتحطمُ في صدرك، بينما في الوقتِ ذاته تُمارس طُقوسك بشكلٍ طبيعي كما لو أنْ داخلكَ باردٌ..

ألا تسمع ذلك الصراخ الرهيب الذي يُحيط بك من كُلّ جانب، ذلك الصراخ الذي يُسمّيه البشر بالصّمت؟

مايرهقني ليس هذا الألم، ان ما يرهقني الجهد الذي ابذله لإخفاء هذا الألم..

لا بأس مهما انكسرت، لا بأس مهما خُذلت لا باس مهما تألمت، لا بأس مهما غادرك اشخاص، لا بأس مهما تعبت، لا بأس مهما جُرحت، لا بأس وإن فقدت شغفك !!  متى البأس اذاً ؟!!

‏الطمأنينة الأعمق: أن الله يعلم مافي الصدور...

أنا دائماً بخير أعرف كيف أتجاوز كل شيء وحدي أعرف كيف أنام وفي قلبي ما يكفي من الألم..

في لحظات الحزن تبدو الحياة فجأةً بلا معنى وكل ما كان ذا قيمة يهتز بداخلنا تنقلب الأمور رأساً على عقب ويبدأ هيكل العالم بالإنهيار..

‏تحية لفتيل النور داخلنا؛ الذي رغم الريح العاتية لم ينطفئ..

مذكرات بلغة خاصة Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu