ما يقبع داخِل الاسطبل|٢|.

1.3K 221 93
                                    


بادر الفريق بنقل الجُثة إلى التشريح، كُنت أقف أتأمّل ما حولي من أدلّة قد أُحِيط بِها مُسبقًا بشرائط صفراء وعلامات كي لا يتم العبث بِها.

في الحقيقة لم يكن هُناك الكثير من الأدلّة، حِذاء الضحية مُلقى على الأرض متسخٌ بالطين، صحيح!.. حدثت الجريمة أثنَاء هطُول المطر ليلة أمس، هذا يفسّر سبب الطين الموجود عليه.

لا توجد آثارُ أقدامٍ هُنا رُغم أن الأرض مُبتلّة؛ لابُدّ وأن المُجرم قد محى كُلّ الأدلّة التي تُشير نحوه.

لفت انتباهي بئرٌ يقع قُرب المنزل، تقدّمتُ إليه وسألت فريق الفحص "يا رفاق .. هل قمتم بتفتيش هذه البئر؟".

"أجل سيدي، لم نجد فيها شيئًا مهمًا" أجابني أحدهم وكنت قد وصلتُ إليها للتوّ.

كانت البئر عميقة .. عميقة كفاية لدرجة لو ألقيتُ بثلاث أشخاص فيها لن يعثر عليهم أحد.

"مالذي تعبث به؟" سألني برنارد وهوَ قادمٌ نحوي بعدما لاحظ أني مُمسكٌ بدلوٍ صغير وجدته جانِبًا.

"لقد تم فحص البئر سابِقًا ولم يجدوا أي شيء يمكن أن يكون سلاحًا للجريمة، تعال معي الأن لنقم بالتحقيق مع أفراد عائلة أورهان" أردف وقد همّ ذاهِبًا إلى البيت ويبدو أن برنارد لا يُفكر فيما أفكر فيه الأن، هذه البئر تشغل بالي كثيرًا.

تركتُ الدلو ولحقت ببرنارد على عجل، كانوا أفراد عائلة أورهان مُجتمعين معًا في الرُدهة .. عجوزٌ قد طغى الشيبُ رأسها في عقدها السادس على ما أظن، وامرأةٌ جميلة تبكي بحرقة، أفهم من ثيابها أنها مُدبّرة هذا المنزل، شابّان أحدهما في مقتبل العمر، ولا أستطيع تخمين عمر الشخص الأخر، وتقف بِجانبهما فتاة لها هالة غريبة، أُخمّن أنها بنفس عمر الضحية، شعرها حالكٌ يُغطّي معظم وجهها، يا إلهي! تبدو مُخيفة!.

"مرحبًا .. أنا المُفتّش برنارد وهذا المحقق رايزل" نبَس برنارد مُشيرًا نحوي لأبتسم فجأةً ابتسامةً بلهاء لا مُبرّر لها.

"أقدّم تعازيّ الحارة، أعدكم أنّنا سنقبض على المُجرم في أسرع وقت" تحدّث برنارد أيضًا ليكون بطل هذه المُقابلة.

"تفضّل حضرة المفتش من هُنا" تحدّث أحد الشُبّان وتقدمنا حتى وصلنَا إلى غُرفة المعيشة.

جلسنا على الأرائك وبدأ الشاب مُنذ قليل بالتحدّث "أنا تشارل خطيب إيميلي، وهذا أخوها جان" أشَار بأصبعهِ نحوَ الشاب الذي لم أستطع تخمين عمره سابِقًا.

نظر في البقيّة بعدما أنهى جُملته تِلك ليسترسل بحدِيثه "هذه الجدة إليزا، وهذه السيدة بيرين، مدبّرة المنزل" توقّفت المرأة عن البُكاء وحاولت استجماع شتات نفسها أمامنَا.

جُثة في الحَقْل .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن