لكُلّ لحظةٍ مُعتمة جانبٌ مُشرق|٧|.

1.2K 227 266
                                    


"عِندما رأيتهُ بِذلك المنظر لم أستطع تجاهله، على الرُغم من محاولاتي العاثِرة في ألا أنشغل بِه، أنا قرّرتُ الذهاب لمساعدتِه، كُنت أخدع نفسي طيلة الوقت بأنّي أقُوم بذلك من أجل إيميلي، لأنها إن رأتهُ بذلك المنظر ستكون حزينة، ولكن الحقيقة المُرة عكس ذلك .. أنا لم أستطع التخلّص من تلك المشاعر اللعينة تِجاهه" حالما نبَست بذلك تمرّدت تِلك الدموع من محاجرها أخيرًا وكأنّما سحابًا رُكاميًّا فاض ماطِرًا.

يُمكنني التنبؤ بِما حدث بعد ذلك، لم تكُن في نيّتي جعل كاترين تُكمل حديثها عمّا جرى نظرًا لأنّها كانت تبكي بحرقة، خشيتُ أن تُصاب بتِلك النوبة مُجددًا.

أحضرت السيدة بيرين كأسًا من الماء وعُلبة دواءٍ غريبة لم أرَها من قبل .. أخذت كاترين حبة من الدواء وتلاها كأس المياه ذاك .. نظرت لي السيدة بيرين بعد مُلاحظتها للفضُول يتملّك وجهي.

"لا تقلق! إنهُ دواء مُهدّئ للأعصاب اعتادت كاترين أخذهُ لتفادي إصابتها بمثل نوبات الهلع تِلك، لكن ومع ما حدث بالأمس قد نسيتُ إعطائها جرعةً في الصباح" قالت وهيَ تُغلق غِطاء العُلبة وتتجهُ بعدها إلى المطبخ.

نبَست كاترين بعد استعادتها رباطة جأشها "لا بأس، أنا بخيرٍ الأن..." تنفّست بِعُمق وتابعت "أحضرتهُ إلى منزله بِصعوبة، بعد مناوشات خُضناها على الطريق... عِندما وصلنَا كُنت على وشك الخرُوج، لكنُه أوصد الباب فجأةً وبدأ يتفوّه بأمُورٍ أُخرى أصابتني بالجُنون" قامت باحتضان ذراعيها وتدثير نفسها، أصابتها رعشة طفيفة خارِجة عن سيطرتها.

"هل فعل لكِ شيئًا حينها؟" سألتُها بارتيابٍ لتُجيبني بإيماءةٍ فقط، على الأرجح أنهَا أرخت دِفاعها آنذاك وتشارل كان ثملًا لذا .. ما حدث بعدها نستطيع تخيّله.

تابعت كاترين إخبارنَا بتفاصيل القصّة .. ذكرت لنَا خروج إيميلي من المشفى بعد أسبوعين وأن الأمُور بالنسبة لكليهما عادت لِمجراها، أمّا بالنسبة لها الوضع كان مُختلفًا.

هيَ اختفت عن الأنظار ما يُقارب شهر ونصف، كانت نادمة على ما حدث تِلك الليلة ولم تستطع النظَر إلى وجه إيميلي .. لذا كانت تُفضّل الإختفاء.

وقبل أسبوعين من الأن وعندما اكتشفت أنها حبلى قرّرت التحدّث إلى تشارل بِما أنهُ مسؤول هوَ أيضًا عن ذلك .. وبالطبع تشارل أنكر الأمر في بادئِه فهوَ لا يتذكر تفاصيل أحداث تِلك الليلة كما يدّعي.

أخبرتهُ كاترين أنها ستُفشي الأمر للجميع، رُغم ما سيحُلّ بها من مصائب، كانت تُفضّل كشف حقيقة هذا الرجل قبل فوات الأوان، لكنّهُ قام بتهديدها وحاول إجبارها على إجهاض هذا الطفل، وبالطبع ما حدث بعد هذا الصراع هوَ جُثة إيميلي التي وُجِدت مُلقاةً وسط هذا الحقل بلا رحمة.

"لابُدّ أن إيميلي سمعت ما دار بينكما أنتِ وتشارل، وحين أرادت منعهُ من إيذائك وهبت نفسها لتكون ضحيةً بدلًا عنكِ" نطق برنارد باستنتاجهِ وقد أحاطت غمامة الحُزن كيان الجميع.

جُثة في الحَقْل .Место, где живут истории. Откройте их для себя