الشخص الذي ابتلع السلاح|٥|.

846 189 130
                                    


خرجتُ مع الباب على عجل وفي يدي أحمل المصباح الذي عثرتُ عليه في المطبخ، ركضتُ مُسرعًا باتجاه صوت برنارد الذي سمعتهُ منذ ثوانٍ قليلة، وكأنهُ يتأوّه ألمًا.

لِنعود للوراء قليلًا .. قبل ساعتين .. وعِندما كاد النُعاس أن يغشي عيناي، قطَع رنين هاتف برنارد ذلك الهُدوء الذي كان يُعانقني قبل قليل، بينما كان هوَ في دورة المياه .. اضطررتُ للنهوض من السرير لأحضر لهُ هاتفه.

مدّ يدهُ لي من فُتحة الباب ووضعتُ الهاتف في راحة يده، أخذهُ ومن ثُمّ قام بإغلاقهِ وهوَ يثرثر مع أحدهم .. لم أنتبه للمتصّل فقد كان كُل تركيزي هوَ العودة للنوم.

استلقيتُ مُجددًا على السرير .. ولكنّ تبًا .. علِمتُ بالفعل أن النُعاس الذي زارني قبل قليل طار بعيدًا بسبب ذاك الهاتف اللعين.

خرج برنارد من دورة المياه وهوَ يُتمتم "حسنًا فهمت، شكرًا لك" وضع الهاتف على المنضدة وقال مُمرّرًا أصابعه على شارِبه الخفيف "كُنتَ على حق يا رايزل، الحبل الذي كان على المجرفة هوَ نفسه الذي قام المُجرم باستعمالهِ حول رقبة الضحية" انتفضتُ من مكاني وقُلت بريبة "هل تم رفع البصمات؟".

أجابني وهوَ يجلس على طرف السرير "كلا .. لا توجد أيّ أثارٍ أُخرى غير الأثار الخاصّة بالضحية" استلقيتُ براحةٍ بعد أن أكمل جُملته وأغمضتُ عيناي لأحاول جذب النُعاس مرة أُخرى.

"أيها الأبله كيف لك أن تنام بأريحيّة في وقتٍ كهذا؟" سمعتهُ يتمتم وقد استلقى بِجانبي .. في الحقيقة ظننتُ لوهلةٍ بأنهُ سينام على الأرض.

مضى بعض الوقت وأنا أتقلّب في مكاني، لكنّ النوم لم يجِد سبيلًا للوصول إلى رأسي، وأمّا الذي كان يسخر مني قبل قليل استسلم لعالم الأحلام من فوره، حسنًا لا ألومه .. لقد كان يومًا مُتعبًا .

يا إلهي أشعُر بالإرهاق .. في هذه اللحظة تذكّرت الحِوار الذي دار بيني وبين السيدة بيرين سابِقًا في المطبخ، قرّرت تدوين ما أخبرتني بهِ لتفادي النّسيان، ولأقتل هذا الملل الذي سيخنقني في أيّ لحظة.

كانت السيدة بيرين هي الشخص المناسب لأقوم بسرد تِلك الأسئلة عليه، لأنها مربّية المنزل وهي على علاقة طيبة مع الجميع.

في التفكير بالأمر حين سألتها عن علاقة جان مع إيميلي، قالت أنهما كانا على علاقة جيّدة أمام الجميع، ولكنّها في كثيرٍ من الأحيان عندما تلتقي بهما مصادفة تجد الشِجار يدور بينهما.

قالت أنّ إيميلي كانت طيبة القلب، وعلاقتها جيّدة جِدًا مع الجميع .. وهذا ما كان جان يكرهه بِها .. حيثُ أنّها تسمعهُ دائمًا ينعتها بالساذجة، وينفعل على أتفه الأمُور التي تقوم إيميلي بِها، يالهُ من شخصٍ مريب!

جُثة في الحَقْل .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن