منزلٌ كالجحيم|٣|.

962 212 148
                                    


"برنارد" صِحتُ ملوّحًا لبرنارد الذي كان يقف مع فريق الفحص ويبدو أنّ هُنَاك شيئًا ما قد حدَث.

سارعتُ بخطواتي إليه ويالغبائي لم أنتبه للطريق مرةً أُخرى فسقطتُ مُجددًا وارتطم وجهي بالأرض.

أشعر بالدوار وبألمٍ شديد ينبض على صفحات وجهي المسكين، لمَ يحدث هذا معي؟.

تسلّل صوت وقع أقدام بِقربي، الجميع يقف بالقُرب مني وأنا ألتقط بعضًا ممّا يقولونه "هل أنتَ بخير سيدي المُحقق؟" وما إلى ذلك .

"هل مُتّ أخيرًا رايزل! أم أنّك لا تزال حيًا؟" صاحب هذا الصُوت، أنا أعرفهُ جيدًا .. "تبًا لك برنارد أكُنتَ تنتظر موتي؟" قُلت مُستندًا عليه .. لقد ركض الجميع نحوي عِندما سقطت، الجميع خائف عليّ!.. تبًا أشعر بالسّعادة.

"سيدي المحقق .. أنفك" قال أحدهم مُشيرًا لأنفي، تحسّست بيدي لأشعر بِسائلٍ يتدفق كالبركان.

"اهدأ قُم بتثبيت المنديل عليه ولا تتحرك" ناولني برنارد منديلهُ الخاص وبقيتُ أنا مُصنّمًا في مكاني .. يا إلهي كلّ هذه الفوضى بسبب صخرةٍ نحِسه عثّرت طريقي.

"مالذي حدث؟ هل أنتم بخير؟" صاح الفتى جان وهو يركض باتّجاهِنا.

"اوه حسنًا أنا بخير، لا تُبالِغوا رجاءً" قُلت وأنا أقف وبالكاد احتفظتُ بِتوازني، كان ارتطامي بالأرض شديدًا ومن الطبيعي أن يُسبّب بعض الدوار.

"لمَ أحضرتَ هذا الشيء؟" سأل جان وهوَ ينظر لي بريبة، أمسك برنارد بالمجرفة وقال وهوَ يفحصها "يبدو أنّك عثرت على طرف خيط".

"أجل رُبما .. أظنّ أن هذا الحبل هوَ المُستخدم في الجريمة" نظر الجميع لي دُفعةً واحِدة، وهُنَاك من كان يتعرّق بينهم .. وبِشدّة .. هذا الفتى المدعوّ جان، إنهُ مثيرٌ للشك.

"على أيّ حال .. أتيت لإخباركم أني سأُضطرّ للخروج، هُنَاك بعض الأشياء طلبت مني السيّدة بيرين شرائها من المتجر" قال جان بنبرةٍ تخلّلها الاضطراب، التفت لهُ برنارد وقال وهوَ ينظر لهُ بنصف عين "يُمكنك الذهاب، ولكن خُذ معك مُرافِقًا من الشرطة".

ابدى جان موافقتهُ وذهب بالطريق المُعاكس .. أمّا نحن فقد سلّمنا الحبل الملفوف على المجرفة لفريق الفحص وسننتظرُ منهم التدقيق ورفع البصمَات عنه، وأغلب ظنّي أنهم لن يجدو أي بصمات فالقاتل ليسَ غبيًا لدرجة تركه لدليلٍ قوّي كهذا.

"صحيح!.. نسيتُ إخبارك" نبس برنارد وبدت ملامحهُ جادّة ليُثير فضولي حول ما سيقوله، قلّل من مستوى نبرتهِ وأردف مُشيرًا بأصبعه "أنا وأنت .. أين سننام؟".

كل ذلك الفضُول الذي شعرتُ بهِ تلاشى بِلمحٍ البصر، مالذي يتفوّه بهِ عزيزي الأحمق برنارد!

"قُلتَ قبلًا أنّنا سنُقيم معهم ولكن! انا لم ألمح أي غُرفٍ شاغِرة! ألديك أدنى فِكرةٍ عمّا ورطتنا بِه؟" لا زال الأحمق يُكمل التحدث بجدّية وأنا في الحقيقة تصنّمتُ مكاني، بإمكاني أن أكون غبيًا ولكن برنارد! هل يُنافسني أم ماذا؟.

جُثة في الحَقْل .Where stories live. Discover now