أسرارٌ دفينة|٦|.

825 178 90
                                    


"مهلًا مهلًا .. مالذي تتحدّث عنه!" نبَس تشارل وفي نبرتهِ براءةٌ مُزيّفة.

"أنت هوَ المُجرم يا تشارل، لقد قتلت إيميلي وهاجمت برنارد .. ولو لم ألحق في الوقت المُناسب رُبما كُنت ستؤذي كاترين أيضًا" تابعتُ وقد أصبح ينظر لي بِمعالمَ مُشتتة، ولا شكّ أنهُ الأن يبحث عن حلٍّ يُخرجهُ من هذا المأزق.

"أنت تتحدّث بِثقةٍ تامة أيُّها المحقق، لكن ما هوَ دليلك؟" تضخّمت نبرة صوتِه بثقةٍ مصطنعة.

"الدليل!! حسنًا في الواقع .. كُلّ ما سأذكرهُ بناءً على استنتاجات وتخميناتٍ مُسبقة، أعتقد أنّنا إن ذهبنا إلى البئر فسنجْد حُطام إحدى زُجاجات الساكي مُلقاةً هُناك، ولأنك لم تملك الوقت الكافي للتصرّف والعبث بالأدلّة كما فعلت سابِقًا، انتهزتُ أنا هذه الفُرصة وصعدتُ إلى غُرفتك لأتحقق من صحّة هذه الافتراضات" قُلت وأنا أقترب منهُ شيئًا فشيئًا، بينمَا هوَ يتراجع خطوةً خطوة.

"قُمتَ بِتعبئة إحدى زُجاجات الساكي بالماء، ومن ثُمّ تركتها لوقتٍ كافٍ داخل البرّاد، أفترض أنك كسرت الزُجاجة عبر لفّها ببعض قِطع القُماش لتفادي إحداث الضجة، لم يكن لديك الوقت لتُفكر في مكان أكثر أمانًا من البئر، ثمّ إن إلقاء قطعًا من الزُجاج في الماء لن يُحدث ضجيجًا .. ألا تتفق معي برنارد!" التفت لي برنارد مُتفاجِئًا ومعالم وجهه في كامل الدهشة.

"قُلت بأنك سمعت صوت مياهٍ غريب، ألا يتوافق ذلك مع نظريّتي!" أردفتُ ليومئ برنارد بالموافقة التامّة وينقلب وجه تشارل إلى قوس مطر.

بالطبع، هذا الوجه هوَ ما يصنعهُ المجرمون بعد إدراكهِم لمرارة الواقع وحقيقة أنّ أمرهم قد كُشِف، تمامًا كهذا الوجه الذي أحدثهُ تشارل بعد أن أصبح واقع للحقيقة المريرة.

وقف برنارد بعد سماعهِ لاستنتاجاتي وهوَ يُمسك بالضمادة التي تغطي الجُرح ليقول مُتألّمًا بعض الشيء "ليسَ علينَا إذًا سِوى التأكّد من البئر" همّ برنارد بالخروج لكنّه توقّف حال سماعهِ لأصوات سيّارات الشُرطة تقترب منّا وصوتها بدأ بالعلوّ أكثر فأكثر.

في هذه اللحظة يبدو أن الأدرينالين قد بدأ يلعب دورهُ لدى تشارل، فهوَ عِند سماعهِ لأصوات سيّارات الشرطة أحسّ بالخطر المُحدق يُحيط بِه، وبِما أنّ ليسَ لديه فُرصة للخُروج مع الباب فبرنارد كان يقف هُناك عائِقًا بالنسبة له، انطلق نحوَ النافِذة بِجانب الأريكة التي تجلس عليها كاترين.

صاح برنارد موجّهًا سِلاحهُ نحوه "توقف يا تشارل، مكانك وإلا سأُطلق النّار" لم يكُن لذلك الأخر التفكير فيما يتفوّه بِه برنارد، فتَح شطر النافِذة وهمّ بالخُروج، كان أسرع مِن أن يكون لديّ فُرصة للإمساك بِه.

وعلى حين غرّة وقبل أن يتمكّن من إخراج جسدهِ الرياضيّ ذاك سقط أرضًا إثر الضربة العنيفة التي تلقّاها من كاترين، فقد كانت تُمسك باللوحة المُعلّقة فوقها ويبدو أن تِلك الأُخرى تحرّك الأدرينالين لديها أخيرًا وفعَلت شيئًا جيّدًا ينفعنا.

جُثة في الحَقْل .Where stories live. Discover now