|•أدب المسرح•|

295 43 59
                                    

هل تستمع لهذه الأصوات؟ 

     إذا كان ردك لا، فاترك كل ما في يديك وركز أذنيك معي، دع الكلمات تنساب لقلبك بسلاسة لأننا على شفة رقعة خلدت فوقها آلاف الملاحم والأساطير والعواطف الجياشة، رقعة قد تجسدت فوقها آلاف من المشاعر والقضايا الإنسانية! 

تترقى بتفاننٍ تلكَ اللحظة. هل حجزت مقعدك بعد؟ 

دعني أقترح عليك سيدي أن تختار المقعد الخامس من اليسار تحديدًا في الصف الثالث. مناسبٌ تمامًا للرؤية في ليلتنا الملحمية الطويلة، تلكَ الليالي عندما تضطرب أنفاسك متأثرة بدغدغة على جانبي عقلك تحديدًا، و تنتقل بهدوء لكل خلية من جسدك.

حاول فقط أن تجمع شتاتك واستمع جيدًا! 

إنه صوت ستائر مخملية قرمزية اللون تنسحب بسلاسة من على أخشاب المسرح، محررة من قبضتيها العريضتين ساحة خشبية واسعة.

سأنثُر لك بعض الورود، وأنقلك بين الإغريق، الفراعنة، الرومان، المسرح المعاصر وبداية المسرح العربي وغيره من تاريخ نشأه المسرح. 

أجل سيدي المتفرج، أحضرتُك هنا اليوم  لتستمع أولًا لأصوات انسياب ستائر المسرح، ثم ثانيًا لننطلق معًا في رحلة نستكشف فيها معًا أغوار نوع من أنواع الأدب وهو«أدب المسرح».

الأدب المسرحي هو تأليف أدبي يُمكِن أن يكتب بشكل شعري أو نثري، ويعتمد على الحوار بين الشخصيات، فجرِب يا سيدي المرموق أن تفتح كتاب لأحد المسرحيات؛ لتجدها كلها مليئة بالحوارات الطويلة، وتجسيد هذه الحوارات يظهر على المسرح بعمل فني تجد فيه ديكورات مختلفة، وملابس، وممثلين، وغيره من العناصر المهمة. 

الآن أمعن النظر لخشبة المسرح، سأعرض لك  بشكل متدرج بترتيب زمني مراحل نشأة الأدب المسرحي، كل ما عليك فعله: أرجع رأسك للخلف، واستمتع بجولة طويلة داخل تاريخ أدب المسرح!

أصوات احتفالات تتعالى إلى أذنيك، وطقوس دينية تتجسد أمامك على المسرح، وهذه هي البداية الفعلية لفن وأدب المسرح، فيرجع أصل المسرح لاحتفالات متصلة بطقوس دينية، فنجد في مصر القديمة مخطوطة مكتوبة قبل 2000 ق. م  تدور حول الإله أوزوريس وبعثه. وكذلك نشأت الدراما الإغريقية التي تُعد الاصل في التأليف المسرحي الغربي، عن الإحتفالات بعبادة الإله ديونيسوس، إله الخصب والنماء. 

ظهر المسرح لأول مرة في اليونان وذلك في القرن السادس قبل الميلاد، ويعد كتاب أرسطو( فن الشعر) أول كتاب نظري ونقدي لشعرية المسرح وقواعده الكلاسيكية.

وقد ظهر عند الإغريق (التراجيديا والكوميديا)، فنجد أسخيلوس أهمّ كتّاب المأساة الإغريقية على الإطلاق، وهو مؤسسها بالمعنى الفني. 

ومن مسرحياته  السبع التي وصلتنا: «الفُرس»، «سبعة ضد طيبة»، «بروميثيوس مصفداً»، «الضارعات»، «أغاممنون»، «حاملات القرابين» و«ربات الغضب». 

صِحَاف وزمر Where stories live. Discover now