|•الأدب الإغريقي•|

229 29 2
                                    


«دعنا نبدأ في أغنية ربات الفنون ساكنات الهيليكون

اللائي يملكن جبل الهيليكون العظيم والمقدس،

ويرقصن بأقدامهن الناعمة حول النبع القرمزي وحول مذبح زيوس القدير.

فبعد أن اغتسلن في مياه بئر ميسوس أو نبع هيبوس، أو أوليمبوس المقدس

قمن برقصات ساحرة ورشيقة فوق قمة الهيليكسون،

ثم انسابت خطاهن وعلى الأقدام انتقلن من ذلك المكان ليلا

بلغهن هواء كثير وسرن الواحدة تلو الأخرى وهن يغنين بصوتهن الرخيم

ويبتهلن إلى زيوس لابس الدرع إيجيس وهيرا مليكة السماء والأرض».

علا صدى صوت كلمات هيسيودوس، تتخلل مسامعك فتتمكن من دواخلك في مشهد حماسي ترتعد له الأوصال! 

عزيزي المشاهد، أمسك بأغوار ما تبقى من عقلك، وأحضر معك حقيبة سفر وأمتعة لرحلتنا الشاقة؛ لأني أنا «داتو دي مونتِ» -مرشدتكم اليوم- سآخذكم داخل آلة زمنية، في رحلة تكشف لنا خبايا أدب اليونان القديم، وسنتجول ونمرح بين جبل أوليمبوس و آثوس، ونسمع حكايات الملاحم والأناشيد القديمة. 

آلة زمن شاهقة، تضمنا بين أعماقها…

دقيقة، دقيقتان، ثلاث دقائق! 

 صوت يتعالى إلى مسامعنا، معلنًا عن اقتراب الوصول.

وها نحن ذا، تلفحنا نسمات الهواء المعتدلة، وقد لامست أقدامنا أرض الإغريق، السماء مشرقة بزرقتها، وجبل الأولويمبوس يتعالى شامخًا أمامنا.

«بدأت رحلتنا من هنا، من أمام الأوليمب أعلى جبال اليونان، بين وديانها وأشجارها. أنصتوا وأعيروني انتباهكم؛ تخيلوا معي ربات الشعر فوق الجبال، وصوت مزمار بان الذي يعزف به في كهفه، وبقع الماء كالبحر تشبه الخمر السمراء كما وصفها هوميروس.

فُقِدت أصول الأدب اليوناني، ويرجع اليونانيون  بداية الأغنية إلى «أورفيوس ولينوس وموسایوس»، رغم ذلك لم يصلنا شيء من أعمالهم، بل وجودهم نفسه كان موضع تساؤل. 

كان أول ما وصل لنا هو ملحمتا «الإلياذة والأوديسا»، الملحمتان الشعريتان البطوليتان، واللتان تمجدان ذكرى الأعمال العظيمة وتقصان ما حدث في حرب طروادة*. تعتبر الإلياذة والأوديسا أكثر الملاحم الاغريقية أهمية، ويرجع تاريخها إلى القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد، الذي كتبهما «هوميروس»، وقد أُثيرت كذلك حول هوميروس علامات شك بكونه فعلًا كاتب الملحمتين! 

«حرب طروادة: كانت بين الإخائيين الإغريق الذين حاصروا مدينة طروادة وأهلها ودامت عشر سنين.»

«أنشد يا هوميروس!

واملأ الأحقاب موسيقى!

واللانهاية جمالًا وسحرًا!

صِحَاف وزمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن