نِدَاء.

292 46 10
                                    

الملل يا صدِيقِي..
الملل الذي يُحِيل الحياة إلى شيءٍ ليس بالسهُولة الكافِية لِنتقبَّله..
لا موت، ولكنَّها حياةٌ أقرب إلى الموت.. فقط ينقُصها هدوء الموتى المُسالِم اللطيف..
الملل..
هل فكَّرت من قبل في هذا الشيء المَقِيت؟
يُراوِغُك، وفي مُراوغتِه تقع، فتُجرَح، فيُداوي جِراحك وثغره يلوح بإبتسامةٍ مُقيتَة مثله..
تقوم، فيُراوِغُك مرةً أخرى.. وهكذا دواليك..
إنها لُعبة الموتِ يا صديقي، رقصةُ الفراشة الأبدية حول النار..
لا تلبث أن تُلقِي بنفسِها فيها بِرضَا تام..
هذه النظرة في عينَيك..
نظرة آدم لحوَّاء بعد أكلهِما من الشجرة..
نظرة البدائِي عند رؤيتِه لشعاع النار الأول..
نظرة السيكوباتي إلى ضحيتِّه بِتلذُّذ لا نهاية له..
نظرة من وجَد حلًا..؟
هل وجدت الحل؟ حسنٌ، هذا جميل..
ستُنِّفذه حالَما تقدِر؟ هذا جميلٌ أيضًا..
ولكن..
هل هذا هو الحل؟
أم هو إنهاءٌ مُبَّكِر لِلُعبة الحياة والموت؟
الفراشة تُلقي نفسها في النار.. بِرضَا تام.
لطالمَا سإمتُ البشر، فهُم مُكرَّرَون ومُكَّرِرون بشكلٍ لا يُطَاق!

مَا لا يُمكِنُنِي كِتابتُه.Where stories live. Discover now