صِفر.

125 10 9
                                    

"ولو قَدِرتُ على الإتْيانِ جِئتُكُم، سَعْيًا على الوجهِ أو مَشْيًا على الراسِ.."
------
هذه المرة الأمرُ مُختلِف، الغرفةُ خالية إلا مِن أفكارِكَ التي تحومُ حول رأسِكَ في مشهدٍ جدير بوصفٍ شكسبيري لثلاثة أو رُبَّما أربعة صفحاتٍ.. أو رُبَّما يَزيد..
ولو أنَّ الوصفَ سهلٌ لما تَمَلَّكتك حيرتك هذه..
قدرتُ على اجتياز مسافةٍ في تلك الغرفة، ظننتُ أنها أقصر من هذا!
على خُطًى تهتز بثبوتٍ، قررتَ أن تبدأ رحلتك في مكانٍ مُظلِمٍ مُهتَدِيًا بمدى مُشابَهتِه لقلبك..
أتى، آتٍ، إتيان.. فكيف السبيل إلى الفرار من مُطاردتِكَ لروحك الصامتةُ عجزًا؟
جِئتُكُم طالبًا، و مانحًا، و حزينًا، ومُستَبشِرًا..
أو رُبَّما يَزيد..
سعيًا للمجهولِ الذي طالما أرهبَكَ، تمشي..
على ما لم يفُتك، تندم..
الوجه الذي طالما طارَدَك فطَرَدك، يسألك البقاء..
أولم تقطع تلك المسافة قبلًا؟..
مشيًا حثيثًا بخطواتٍ ثابتةٍ باهتزاز، تكتشف أن رحلتك لم تبدأ بعد..
على ما فاتك، تنتشي..
الرأسُ - أخيرًا - تتأمل الأفكار الحائمةُ حولها..
المشهد لم يختلف عن ذي قبل..
ما زال يمكن وصفه في ثلاثة أو رُبَّما أربعة صفحاتٍ..
أو رُبَّما يَزيد..

مَا لا يُمكِنُنِي كِتابتُه.Where stories live. Discover now