حبس إنفرادي.

206 31 4
                                    

حسنًا..
لا داعي لتجمِيل المشهد.. فهذا لن يُزِيد الأمر إلا سوءًا..
لن أصِف لكَ كيف أن المكان مُظلِم، بارِد، وكئيب.. فأنت تعرف كل هذه الترهات..
ولكن الظلام، البرودة، والكآبة.. كانت في قلبي..
وليس في أي مكانٍ آخر..
ترتفع الموسيقى، شوبان يعبث معك أيها الصغير..
إنها ليلة نابغية حقًا.
---
لا، لا أتذكر ما حدث..
مَرَّ على الأمر وقتٌ طويل كما ترى..
الأمر أصبح كشبحٍ طاعنٍ في السن يُطارِدُك ببطيءٍ شديد.. حتى أنه نسى لِمَ يُطارِدُك..
لم يعد التذكُّر مُؤلِمًا فلن أعبأ بالأمر حتى..
---
ما سيحدُث؟
ما هذا السؤال؟ إنه غير منطقِي كما ترى..
لن يحدُث أي شيء، فقط سأظل هُنَا حتى أتَهالَك..
---
كنت أتمَنى أن أستطِيع عزفَ هذه المقطُوعَة للمرة الأخيرة..
كنت أتمَنى أن أسمع صوتَها للمرة الأخيرة..
كنت أتمَنى أن أتذَوَّق التلوينات الدقِيقَة لسحابةٍ مَا، أو أشعُر بدغدغة صوت تدفُق المَاء، أو أتنفس ضوء الشمس في يومٍ من أيامِ الربيع..
لِنُنهِي هذا الأمر.
---
وُجِدَت بجانب هيكل عظمي في غرفة صغيرة في بيتٍ مهجور.

مَا لا يُمكِنُنِي كِتابتُه.Where stories live. Discover now