احتاجُكَ في كُل وقت

455 26 1
                                    

وصل ياغيز لمنزل كاوروك، يصرخ بصوت مرتفع والغضب يخرج من عينيه : 

" أخرج أيها الوغد اللعين، أخرج " 

كان يطرق الباب بقوة مُرعبة، ليفتح كاوروك الباب وهو يرتدي شورت فقط، جذبه ياغيز من عنقه ليوجه ضربة على وجه كاوروك بمقدمة رأسه يرتج كاوروك من قوة الضربة .

أبعد كاوروك ياغيز بصعوبة بعد أن تلقى الكثير من اللكمات، ليقول بغضب من تصرف صديقه الغير مبرر : 

" ماذا تفعل أيها اللعين، هل فقدت عقلك ! " 

" ياه نعم فقدته ماذا عساك ستفعل، هل تعلم كيف فقدته، لأني منذ لحظات علمت أنك قتلت المرأة التي طلب المدير مني قتلها، وماذا عرفت أنك أنت قتلت جميع النساء التي كان يأمرك المدير بقتلهم ، هل هذا سبب كافي حتى أفقد عقلي " 

كان يحاول كاوروك تذكر أخر ضحية قتلها لتعيد ذاكرته المشهد ' دخل المنزل من الباب الخلفي للبيت، ليمشي بهدوء وجدها في المطبخ ليتحدث بصوت مرعب : 

" أتركي كل شيء في يدك وأرفعيها و أمشي أمامي " 

تجمدت فضيلة لتسقط الملعقة التي كانت بيدها نظرت لشخص الذي يقف أمام باب المطبخ وهو يوجه عليها السلاح، لترفع يديها برعب و نبضات قلبها ارتفعت بشكل ملحوظ : 

" ماذا تريد مني ! " 

" لا أريد شيء جئت لأتسلى " 

كانت تحاول أن تكون صامدة أمامه أو أن تجد أي شي لتضربه به وتهرب إلى أنه أمرها بأن تجثو على ركبتيها في وسط الصالون وكل شيء بعيد عن متناول يدها ليقول : 

" هل تعلمين زوجك السابق، أو لنقول والد أبنك الوحيد.. ربما قلبك ينفطر لسماع أسمه، ولكن زوجك السابق العزيز أمر بقتلك، لا تأخذي هذا على خاطرك أنا ليس لي يد في الموضوع أنا مثلك عبد مأمور، يجب أن أنفذ أوامر السادة " 

كان يتحدث وهو يقف أمامها والسلاح موجهه لها، مع كل كلمة كانت تسمعه يقولها كانت تنهار نفسيتها وقواها هل يعقل هذا هل وصل كرهه لها لدرجة القتل، قالت بين بكائها ودموعها : 

" أرجوك لا تفعل هذا، اجتمعت به منذ بضع أسابيع لا أستطيع تركه، كيف سأترك بناتي، إيجة.. إيجة لاتزال صغيرة، لا تفعل هذا أرجوك " 

أنتظرها أن تنهي حديثها ليقول وهو يضغط على الزناد : 

" لقد فات الاوان يا سيدتي أنا عبد مأمور ولا أستطيع أن أتركك حية " 

أنهى حديثه لتسقط فضيلة جثة هامدة مغطاة بالدم أخذ صورة لضحية حتى يثبت لزبون بأن الأمر تم و خرج من حيث دخل، ليتصل على أحمد ويخبره بأن الأمر تم من ثم أرسل الصورة . ' 

تنفس كاوروك بضيق ليقول : 

" أنها الأوامر يا صديقي، كان المبلغ كبير وجيد ومن الضروري إرضاء الزبون " 

لم يتحمل ياغيز كلام كاوروك لينقض عليه من جديد دون توقف، لم يتركه سوى لأنه تعب من كثر الضرب خارت قواه وتركه ورحل.

***

أخذ محمد إجازة لإيجة من الجامعة وأخبرهم بالأمر الذي حدث فسمح المدير بأخذ إجازة لمدة شهر فقط، فرح محمد لهذا كثيرًا وربما إذا داومت على الجلسات الطبية ستتحسن في أسرع وقت، لهذا لم يضيع أي فرصة أخذها من فوره الى الدكتورة النفسية، كانت إيجة تكره هذه الفكرة وترفضها لكن أصرار محمد جعلها تذهب معه : 

" سأنتظرك هنا عزيزتي " 

أبتسمت له إيجة أبتسامة خفيفة ودخلت الغرفة لتغلق الباب خلفها : 

" تفضلي آنسة إيجة " 

" شكرًا " 

" كيف حالك ؟ " 

ابتسمت إيجة ابتسامة سخرية و تقول بانفعال : 

" يعني إذا كنت بخير هل سآتي إلى هنا ها " 

" حسنًا آنسة إيجة، ولكن الغضب والانفعال من الأشياء البسيطة هذا أكثر شيء يجعلك تسقطين في عمق الأكتئاب.. " 

***

هازان وعارف كل منهم تغيب عن العمل، فبعد أول أسبوع من تغيبهم، مدير المقهى فصل هازان لأنها مساعدت المشرف فقط، ولأن عارف مشارك في بناء المقهى لم يستطع فعل شيء بخصوصه، كان يتصل عليه لكن دون جواب .

نفسيت هازان كانت في انحدار، يأتيها اتصال مُفاجأ، لترى أن المتصل ياغيز أجابت بلهفة : 

" ياغيز.. " 

لتصمت بضع ثواني ليجيب هو : 

" هل تحاجيني، لأني وربما أنا أحتاجك " 

سقطت دموع هازان لتقول وهي تحاول تحسين صوتها وألا يظهر فيه البكاء : 

" أحتاجك في كل وقت، أين تريدني " 

" انزلي لأسفل فأنا أنتظرك " 

مسحت دموعها وهي تبتسم بحزن .

*** 


رايكم في البارت ؟

قراءة ممتعة 🌊

لماذا أنا / neden ben | مُكتملة Where stories live. Discover now