خُطبة

429 20 5
                                    

في المساء الساعة ' 9:23 ' 

تجلس هازان على طاولة العشاء وبجانبها ابنتها، تصرخ قائلة : 

" إيجة.. لماذا التأخير ؟، العشاء جاهز هيا تعالِ " 

جائها صوت إيجة وهي تقول : 

" الآن الآن.. أنتِ ابدأي الأكل، سأتي بعد دقائق " 

رفعت هازان كتفيها لتنظر الى أبنتها وهي تبتسم، لتهمس لملاك : 

" تأخيرها هذا، ورائه شيء... " 

لم تكمل جملتها لتسمع صوت جرس الباب، تأففت وهي تحمل ابنتها : 

" آه من هذا الضيف الغليض " 

وصلت هازان إلى الباب لتفتح ترى من القادم، رأت محمد يقف أمام الباب وهو في كامل أناقته، لتضيق هازان عينيها وتقول : 

" ما الذي جاء... " 

كان محمد ينظر خلف هازان فلم تكمل هازان حديثها لتنظر خلفها، وترى إيجة خرجت من غرفتها وهي ترتدي فستان يصل الى ركبتها ذات لون ذهبِ دون أكمام  ، ضيق من الخصر، ترفع شعرها بشكل عشوائي لكنه جعلها أكثر جمالاً، وضعت القليل من مساحيق التجميل ليجعلها تبدو مُذهيلة .

لم تتحدث هازن كل ما فعلته هو أنها ابتعدت عن الباب ليدخل محمد ولا يزال مُعلق عينيه عليها، جلس الجميع على طاولة العشاء، لتكسر هازان الصمت  : 

" ايه ما سبب هذه الزيارة " 

لتدوس إيجة على قدم هازان وهي تشير لهازان أن تصمت، غضبت هازان من تصرفها وحاولت تمالك أعصابها وهي تكمل : 

" نعم تحدث لماذا أنت صامت " 

وأخيرًا أبعد محمد عينيه عن إيجة ليلتفت لهازان وهو يشبك أصابع يديه : 

" يعني بما أنه ليس لدي أحد ليأتي معي، لهذا جئت وحدي وأعذريني، لندخل في الموضوع، لقد جئت لأطلب يد أختك إيجة على سنة الله ورسوله " 

أبتسمت هازان لتقول بسعادة : 

" هذا ما كُنت أُريده هيا إذًا البسها الخاتم وتتم الخطوبة " 

نظر كل من إيجة ومحمد لهازان ليقولوا مرة واحدة : 

" هل أنتِ جادة " 

تلاشت ابتسامة هازان لتنظر لهم باستغراب وهي تقول : 

" نعم ماذا في هذا، يعني كما تعلمون أنا لا أستطيع أن أحضر أخ لأبنتي، على الاقل انتم ستحضرون " 

أبتسم الجميع ليبدأ العشاء وتتم مراسم الخطوبة البسيطة وينتهي اليوم بتوديع الحبيبين .

***

كانت تغط في النوم عندما أخترق رنين هاتفها المتواصل لتجيب بنعاس : 

" من ؟! " 

" هل أتصلت في وقت خاطئ، أعذريني آنسة هازان " 

" اوه سيد فرحات، لا تعتذر، ولا تقل آنسة أنا لم أعُد آنسة "

" ولكن انتِ آنسة بالنسبة لي " 

قالها بهمس لتقول هازان بعدم فهم : 

" ماذا قلت لم أسمع ! " 

" لا عليك هل تستطيعين لقائي اليوم ؟ " 

" بالطبع، متى اللقاء ؟ " 

" بعد انتهاء عملك، أو على استراحة الغداء " 

" الأفضل بعد أنتهاء العمل حتى نجلس براحة " 

صمت كلاهما وكأن هازان تذكرت شيئًا لتقول : 

" آه تذكرت البارحة تمت خطبت أختِ إيجة وفي نهاية الشهر القادم الزفاف أتمنى أن تحظر " 

قال فرحات بحماس يحاول إخفاءه : 

" بالطبع بالطبع، بكل سرور " 

عاد الصمت مجددًا لينطق فرحات هذه المرة : 

" كيف هي الطفلة ؟ "

" إيه أنها بخير، سأتحدث معك مطولًا عند لقائنا لهذا سأغلق الهاتف " 

ودعها لتغلق هازان الهاتف وتنظر لناحية الأخرى من السرير لترى ملاكها تنام بعمق، قبلتها من جبينها ووجنتيها حتى تستيقظ، أستيقظت الصغيرة وهي تضحك من حركات والدتها، لتقول هازان : 

" اوه طفلتي الجميلة أستيقظت، يعني لنذهب الى الحمام من ثم إلى العمل " 

***

كانت هازان تأخذ معها ابنتها بعد أن أنهت أول ثلاث أشهر بعد الولادة الى عملها الجديد، والذي أصبحت فيه تعمل في احد الشركات موظفة بسيطة عادية، الجميع أحبها وأحب ابنتها .

أضافة جو المرح والسعادة على الموظفين، بينما كان المدير يرفض وجودها، ساعدها الموظفين على أن يوافق على تواجدها معهم وأخبروه بأنها لا تعطل العمل ولا تزعجهم .

***

اعتذر لاختفائي ولكن كان عندي ظروف صعبة عشان كيذه بس بحاول انزل

لماذا أنا / neden ben | مُكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن