الفصل الخامس

6.8K 173 10
                                    

عندما وصلت عبارة يحيى اللاذعة لسمع ديما، جحظت عيناها و اصتكت فكيها بغضب جم و رفعت كفها لتصفعه، و لكنها توقفت حين قبضت يد أحدهم على رسغها فالتفتت لصاحب اليد فوجدته عمار فقالت له بعصبية مفرطة :
ـــ اتركنى عمار ... اتركنى لحتى أورجيه مين بتكون ديما صفوت.
شدد من قبضته على يديها و وقف كحائل بينها و بين يحيى الذى ألجمته الصدمة عندما ذكرت إسمها، إذن فهذه هى ديما ابنة صاحب المقهى ، أحس بشيئ من الحرج على سابق توبيخه لها و تعصبه عليها.
و ليكن ، فهى المخطئة من اﻷساس و هو لم يخطئ بشيئ بل كان شهما معها و أخرجها من ذلك الموقف السيئ دون أن يلحظ ذلك احد من الحضور الموجدين بالمقهى ... هكذا حدث يحيى نفسه مقنعا ذاته أنه لم يكن مخطئا ، و بينما كان ذلك الحديث يدور فى نفس يحيى ، كان عمار يحول بينهما حتى ﻻ تمتد يدها الى صديقه ، فالموقف برمته محرجا له، فمن ناحية هذا صديقه، و من الناحية اﻻخرى تلك ابنة رب عمله ، فكان فى حيرة من أمره حتى صاح بديما مهدئا لها قائلا:
ـــ ديما خانم منشان الله اهدى شوى. .هو ما بيعرفك و ﻻ بيعرف مين بتكونى، خلص مسحيها فينى بترجاكى ، هاد يحيى صديقى المصرى .. أنا اسف كتير الك..
و رغم شعور اﻻحراج الذى تملك يحيى ، إﻻ أن كلمات عمار أثارت حنقه فلم يستطع السيطرة على نفسه و اندفع قائلا  بعصبية:
ـــ انت كمان بتتأسفلها يا عمار؟!... دا بدل ما هى تشكرنى على اللى عملته معاها .
ترك عمار يدى ديما و استدار ليحيى الواقف خلفه مردفا :
ـــ خلص يحيى ، يا زلمة حكيك مو مقبول ، ديما خانم بنت أكابر .
ردت بصراخ :
ـــ أما إنك رجال واطى كتير ، أنا كان عاجبنى الموضوع؟!..اتركنى عمار لحتى بورجيه.
استدار لها عمار مردفا بنفاذ صبر :
ـــ ديما خانم . . بعتذر منك بالنيابة عنه و ...
قاطعه يحيى بحزم:
ـــ أنا مسمحتلكش تعتذرلها بالنياية عنى و لو سمحت يا عمار ا...
قاطعه عمار بعد أن استدار له مردفا:
ـــ يحيى .. بكفى هيك و تعا نخرج نتمشا شوى يا...
قاطعته ديما بتصميم قائلة :
ـــ ﻻ .. هو ما راح يروح لمكان لحتى ا...
قاطعها عمار بعد أن إستدار لها و كان نفاذ صبره وشيكا و أردف:
ـــ ديما خانم راح خليه يعتذرلك بس ا....
قاطعه يحيى بكبرياء
ـــ أنا ﻻ يمكن أعتذر للبنى آدمة دى و ...
قاطعته ديما :
ـــ و الله راح تعتذر ، و إذا ما بتعتذر لالى راح ...
قاطعها يحيى بصياح :
ـــ راح ايه بقى ؟ .. انتى فاكرة نفسك مين يا ماما ؟
كان عمار واقفا بين المتشاكسين ينظر لها تارة و ليحيى تارة و مازال الشجار قائم بينهما و قد نفذ صبره و لم يعد يتحمل هذا الشجار الذى يبدو و أنه لن ينتهى فوضع يديه يسد بهما أذنيه منزعجا من ثرثرتهما  و صاح بأعلى صوته بهما و هو مغمض العينين:
ـــ باااااس .. بكفى بقى .. بكفى .. بكفى
رمق كل منهما عمار باستغراب، و فجأة انفجر المتشاكسين في نوبة من الضحك من هيئته، فسكت عمار ينظر هو اﻻخر لهما متعجبا من تبدل حالهما من الشجار و الغضب إلى الضحك حد القهقهة ، فدخل معهما هو اﻻخر فى نوبة ضحكهم .
ضحك ثلاثتهم بصخب حتى أن الحضور بالمقهى أخذو ينظرون لهم بتعجب.
توقف الثلاثى عن الضحك عندما ﻻحظوا أنهم أصبحوا تحت محط الانظار ، و لكن سرعان ما انخرطوا مرة أخرى فى ضحك هستيرى ، فضحك معهم كل من كان بالمقهى .

تائهة بين جدران قلبه"كاملة"Where stories live. Discover now