الفصل الثامن و العشرون

4.7K 145 15
                                    

فى شركة على الرفاعى...
مساء نفس اليوم بعدما قام بنشر الفيديو، أخذ يتابع التعليقات و ردود أفعال الناس خاصة رجال الأعمال منهم باهتمام بالغ، وجد أنه وصل لمبتغاه و أكثر، فأغلبية مشاهدى اليوتيوب و مستخدمى وسائل التواصل الإجتماعى يتداولون المقطع على نطاق واسع، يروجون الادعاءات الكاذبة و يصدقونها.
شعر على بانتشاء و سعادة بالغة، و قرر أن يتمم أمر شراء الملهى الليلى بمناسبة هذه الأخبار السعيدة.
اتصل بجلال و أردف بنبرة مرحة:
مساء الفل يا جلال
عقد جلال حاجبيه بتعجب و لكنه أجابه بنبرة عادية:
مساء الخير يا على باشا.
على:
ها جهزت العقود؟!
اتسعت ابتسامة جلال و أجابه بفرحة:
جاهزة من بدرى يا باشا.
على:
تمام... ساعة كدا و تجيلى الشركة و معاك العقود.
جلال بحماس:
انت تؤمر يا باشا... حاضر
على:
اوكى... سلام
أغلق على الخط ثم تنهد براحة، فتح الهاتف مرة أخرى، يعبث بأزراره إلى أن أتى برقم راضى و قام بالاتصال به:
ألو.. أيوة يا راضى، انت فين؟!
راضى:
هكون فين يعنى يا باشا.. طبعا ف الكباريه.
على:
تمام.... مسافة السكة و تكون عندى ف الشركة.
راضى:
أوامرك يا باشا.
على:
اوكى سلام
أغلق الخط و استرخى بمقعده، ممددا قدميه على المكتب، يفكر بخططه و ترتيباته النارية كما يرى.
بعد قليل أتى اليه راضى، جلس قبالته، و أردف على بجدية:
اسمع يا راضى.. أنا هعرض عليك عرض هينقلك نقلة مكنتش تحلم بيها.
التمعت عينى راضى بطمع، و هز رأسه عدة مرات بحماس مردفا:
الحقنى بيه يا باشا.
على:
جلال عارض الكباريه للبيع، و أنا قررت أشتريه، بس باسمك.
تجهم وجه راضى بعدم فهم، فاسترسل على:
دلوقتى انا مينفعش أكتب الكباريه باسمى علشان داخل انتخابات مجلس شعب، و انت عارف انهم بيعملو تحريات عن المترشحين، و ف نفس الوقت مستخسر الكباريه يروح لحد تانى، علشان كده، هشتريه باسمك انت، بس هيبقى بتاعى، و انت اللى هتديره بصفتك خبرة ف شغل الكباريهات، و ليك ربع الايراد، و قبل ما تسأل أنا اخترتك انت ليه؟!.. أنا هفهمك
أولا انت معروف فيه و عارف الزباين و هتعرف تديره كويس و تزود ايراداته.
ثانيا أنا هضمن حقى و كمان هضمن عدم خيانتك ليا، و همضيك على شيك بتمن الكباريه، علشان يا حلو لو لعبت بديلك كدا ولا كدا، أقدمه للنيابة و تروح ف أبو نكلة علطول... ها قولت ايه؟!
زاغت عيناه فى الفراغ، يفكر بعمق فى هذا العرض المغرى و الوعر فى نفس الوقت، و لكن لما لا، عليه فقط الالتزام بشروطه و عدم الغدر به، و سيسير كل شيئ على ما يرام، و تنصلح حالته المادية و يصبح من الأغنياء، و هو لا يتمنى أفضل من ذلك، إذن فليقبل العرض.
كان على يراقب تعابير وجهه بتوجس، فأعاد عليه السؤال:
ها يا راضى... لو شايف نفسك مش قد المسؤلية دى قول، و هشوف غيرك.... فى كتير يتمنو... أكمل عبارته بقصد استفزازه ليوافق.
أسرع راضى يجيب بحماس و وجل فى آن واحد:
لا يا باشا غيرى مين...أنا موافق، و إن شاء الله مش هتلاقى حد ف أمانتى يا على باشا.
ابتسم على بثقة و غرور لوصوله لمبتغاه بسهولة، و أردف بجدية:
كدا نبقى متفقين... اشرب بقى القهوة على ما جلال ييجى بالعقود.
بعد قليل من الوقت جاء جلال بالعقود و تم ابرامها باسم راضى، بعد أن أخذ عليه على ايصالات أمانة بثمن الملهى الليلى الذى قدره بأربعة ملايين جنيه، و فى نهاية الجلسة أكد على على جلال و راضى قائلا:
اسمعو انتو الاتنين.. اللى حصل دا يفضل سر بينا، يعنى أنا لا اشتريت كباريه، و لا أعرف راضى و لا أعرف جلال، و انت يا راضى، أى حركة غدر منك، ايصالات الأمانة دى هتوديك ورا عين الشمس... أمين؟!
أجابا فى صوت واحد:
أمين يا باشا.

تائهة بين جدران قلبه"كاملة"Where stories live. Discover now