FOR YOU .

1.8K 188 90
                                    

صباحًا وعِندما كانَ لا يوجَد إلا صوتُ العصافير يَملأ أركانَ غرفة ياسمين إستيقظَت وعكس العادة تسمَع لأول مرة أنين والدتِها من الغرفة المُجاوِرة ، فتحَت عينيها وتمنَّت أن يكونَ ذلك ما هو إلا حلمٌ آخر مُزعِج يَنسِجه عقلُها الباطِن في مُحاولة فاشِلة لِأن يجعلَها تستيقِظ ، ذهبَت إليها ودخلَت ثُمَّ إقتربَت بِبطئ من جَسد والدتِها التي ظهرَ عليها العرَق الشديد و الغير طبيعي بالمرة

= ماما .. ماما مالِك؟

لم تتلقَ أي إجابة مما جعلَها تقلق ، وضعَت يدها على جبينِ والدتِها وهُنا إتضَحَ كُل شيء لقد عاوَدتها تِلك الحمى مرة أخرى . كانَ عقلها متوقِف عن التفكير لكِن قادَتها أيديها إلى الهاتِف و كتبَت تِلك الأرقامَ التي حفظَتها في الروضة ضِمن أرقام كثيرة جدًا تحت اسم " الطوارئ " مُتمنيَّة أن تفعَل بلدُها أي شيء يجعَلها لا تندَم أنَّها عادَت.


حاوَلت فِعل أي شيء حتى تصِل الإسعاف إلى بيتِها فَأحضرَت كماداتِ وظلَّت تضعَها على جبين والدتِها حتى شعرَت أنَّها إنخفضَت قليلًا لكنَّه ليسَ ذلكَ القليل المُطمئِن لها على الأقل . تمنَّت في تِلك اللحظة تَحديدًا أن يكونَ مالِك بِجانِبها ويقولَ لها أنَّ كل شيءٍ سَيصبِح بِخير لكنَّه كَعادتِه منذُ شهرين .. غير موجود!

لم تشعُر بنفسِها إلا وهيَ تتصِل بِـروز قائِلة وسط دموعِها التي تحاوِل السيطرة عليها لكنَّها تعجَز

= روز .

- يـ..ياسمين لِمَ تبكين؟

= والدتِي ..

كانَ يكفي أن تنطِق بها لِتعرِف روز ما الأمر ، لم تترَدد بينما ترتدي خُفها المنزلي وتُسرِع إلى منزِل صديقتِها ، إنَّها تحتاجها الآن .. فَـاللعنة على المظاهِر !

طرقَت الباب عِدة مرات قبلَ أن تفتَح لها ياسمين بعيونٍ باكية تكره روز رؤيتَها

= لا أعرِف لِمَ تأخرَت الإسعاف! روز أنا..

لم تنتظِر حتى تُكمِل جرَت إلى المَطبَخ تَملأ طبقًا كبيرًا بالمياه البارِدة وعِدة مناشِف وذهبَت إلى الغُرفة التي توجَد بها والدتُها ، كانَت تعرِف أينَ تضَع المناشِف كي تنخفِض الحرارة فَهيَ لم تذهَب إلى الكشافة بلا سببٍ بالتأكيد!

إنتظروا حوالي الساعة حتى عادَت حرارتُها عاديَّة وبدأت تستفيق قليلًا إبتسمَت ياسمين بينما تتوجَه لأذرُع والدتِها التي لا تشعُر بشيءٍ بالفعل وقالَت

= لما تصحي هنروح للدكتور ، ومفيش مُناقشة في الموضوع ده .

وخرجَت تارِكة والدتَها في الغُرفة تستريح ونظرَت بدورِها إلى روز المُستلقية بِإرهاقٍ شديد


أحبـبتُه بَـاريسيًاWhere stories live. Discover now