"أتخطبنا أهو، وبعدين"
-بابا أنا عايزة أفسخ الخطوبة.
-ليه يا بنتي حصل أي؟
-حاسة إني مش مرتاحة للجوازة دي، ومش هينفع أكمّل.
-طب قرار نهائي ولا عايزة تفكري تاني!
-لا يا بابا فكّرت كتير وده آخر قرار.
-ماشي يا بنتي الله يصلح حالك.
قررت أنفصل، آه عادي بس مش ده السبب، مش عشان مش مرتاحة لا لسبب تاني خالص، والسبب ده هيفضل مدفون معايا طول عمري.
-أمنية "كمال" عايز يقابلك لآخر مرة.
-حتى لو قعدنا واتكلمنا تاني مفيش حاجة هتتغير يا بابا.
-أقعدي معاه بس المرة دي ويمكن ربنا يصلح حالكم.
-ماشي يا بابا.
المشكلة إن بابا مش عارف السبب الحقيقي ورا إنفصالي المفاجيء أنا و"كمال"، وواثقة مليون في المائة إنه لو عرف كان هو اللي فسخ الخطوبة من غير ولا كلمة.
"كمال وصل"
-ليه يا أمنية؟
-أي اللي ليه يا كمال!، أظن إنك عارف السبب كويس، مش محتاجة أقول.
-ليه فلتي أيدي في أكتر وقت أحتاجتك فيه ، ليه يا أمنية!، أنا بس كنت محتاج وقفتك جمبي، كنت محتاج دعمك وكل حاجة كانت هتتغير بالتدريج.
-من حقي أعيش حياة هادية وسعيدة، مش حياة مهددة بالإنهيار، من حقي أربي أولادي زي ما بحلم وبتمنى، من حقي يكون شكل بيتي زي ما أنا راسمة في خيالي، ولادي أي ذنبهم يطلعوا يلاقوا أبوهم مدمن!!، مدمن مخدرات يا كمال مدمن، عارف يعني أي مدمن؟، يعني مش سهل يتعافى، مش سهل يبعد عن الشيء ده حتى لو عارف إنه حرام، طب سيبك من حرام، حتى لو عارف إنه شيء بيدمر صحته، ذنب ولادي أي يتيتموا لما يتقالهم والدكم أتوفى عشان كان مدمن مخدرات!!، شكلهم أي قدام صُحابهم بعدين، وكمان مسبتش ليا فرصة أختارك، أنت خدعتني، مقولتش ليا إنك مدمن، مقولتش ليا إنك مش منتظم في الصلاة، مقولتش ومقولتش كتير، مستحيل أبني حياتي مع شخص مدمن ومبيصليش، وأنا مش هقدر أساعدك، حتى لو أتعافيت شوية وهترجع تاني عشان معندكش الإرادة والعزيمة إنك تتعافى، ولو هتتعافى عشان شخص يبقى لو الشخص ده بِعد عنك هترجع تنتكس تاني، أصعب شيء في الموضوع إنك برضو مبتصليش، تعرف لو بتصلي.. كان ممكن تتعافى بسهولة، قال تعالى: "إن الحسنات يُذهبن السيئات"، أنت لو عايز تتعافى ف تتعافى عشان نفسك وحياتك في المستقبل مش عشان واحدة مخدوعة زيي!
-بس أنا بحبك، أديني فرصة واحدة بس أثبتلك إني هتغير عشانك!
-عشاني أي يا كمال عشاني أي!، اللي ميتغيرش عشان نفسه وحياته وعشان رضا ربنا يبقى مش هيتغير، مفيش حد بيتغير عشان شخص، لو التغيير مش نابع من جواك وإنك فعلا عايز حياتك تتغير مش هتتغير، قال تعالى: "إن الله لا يُغيِّر ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم"، خلاص يا كمال فات الأوان، دبلتك أهي وأتمنى مترجعش تاني.
-طب أسمعيني مينفعش تنهي كل حاجة في لحظة كده.
-عن إذنك بابا هيجي يتفق معاك على كل حاجة، وكمان مقولتلهوش إنك خدعتنا كلنا وإنك مدمن، ومش هقول لحد، لعل ربنا يمن عليك بالهداية عن قريب.
-أمنية أستني!
-....
