_أنا لازم أقفل دلوقتي.
_تاني ي حنان، تاني!
_أنا عاوزه أعيش في سلام ي رضوى، مش حابه مشاكل ولا خناقات، قلبي مش قادر يتحمل أكتر من كدا.
_ انا حرفياً تعبت من الكلام معاكي في الموضوع دا.. ياما نصحتك بس انتِ مسمعتيش كلامي.
_بس بس فرحات وصل.
قفلت في وشها كالعاده اول ماسمعت مفاتيح الشقه في الباب، فدخل وقربت منه وقلعتله الجاكت.
_حمدالله ع السلامه.
_كنتِ بتكلمي مين؟
_رضوى.
_ولما هي رضوى قولتيلها ليه اقفلي علشان وصلت! ولا مش عاوزاني اسمع مكالمتك ولا بتتكلمي مع مين؟
سكت، مقدرتش أرد على إتاهمه ليا فرفع صوته
_إنطقي.
جسمي اتنفض، وايدي بدأت تترعش من صوته العالي، كان بيشاور بايده وهو بيتكلم وغصب عني ببعد كنت خايفه إيده تتمد عليا تاني، خايفه أتعب تاني وأضطر أعمل كل حاجه في البيت وانا تعبانه! تعبت من الضرب والاهانه كل يوم، كل يوم بتمنى الموت..
_هاتي تليفونك.
جريت وجبت الموبايل واديتهوله، فتحه ورن على آخر حد كلمته واتصل وفتحت رضوى وقالت :
_تاني! انت اي؟ حرام عليك ارحمها بقا.
قفل الخط في وشها، ورمى الموبايل على الارض، وطيت علشان أجيبه بس صوته العالي سبقني
_سيبيه، أنا لسا مدورتش كويس.
كنت بحاول أكتم دموعي، كنت خايفه دموعي تنزل غصب عني، هو بيكره اي حد يعيط قدامه..
_تدور على اي؟
_أدور وراكي، ما انا طول اليوم في الشغل مش عارف اي اللي بيحصل في غيابى!
مقدرتش أكبت دموعي، مكنتش قادره أخد نفسي نهائي، روحي بتتخنق مع كل كلمه بينطقها
_حرام عليك.. ليه كل دا؟ انا عملت فيك اي؟
_مش كفايه متحملك وانتِ مبتخلفيش!
_ انت بتعايرني؟
_يوووووووه، اسطوانه كل يوم، انت بتتهمني؟ انت بتعايرني؟ حرام عليك، أنا عملتلك اي؟... قرفتيني.
_ قرفتك! بعد كل دا وقرفتك؟ مش كنت بتقولي البصه ف وشك كل يوم جنه ف حد ذاتها! ازاي اتغيرت كدا؟ ازاي قدرت تمثل عليا كل دا؟ قلبك موجعكش مره! ضميرك مأنبكش ولو لثانيه!
مكنتش عارفه بطلع الكلام ازاي، بس كان طالع من قلبي، كنت بحاول أخرج كل الحزن المتراكم جوايا..
_انا حبيتك! حبيت طيبتك وحنيتك وحبك ليا، حبيت فرحات بتاع زمان، ايام الخطوبه اللي كان بيحاول يخليني ارضى عنه بأي شكل وبأي تمن، والوقتي لما امتلكني خلاص! كل دا ليه؟ علشان مبقاش ليا ضهر أتسند عليه!
افتكرت كل حاجه حصلت معايا، وكأنه شريط حياتي بيمر قدام عيني، من أول ما بابا اتوفى وانا عمري ١٢ سنه، و لما ماما كمان سابتني قبل فرحي بإسبوع، سابوني لوحدي ليه؟ لو بيحبوني كانو أخدوني معاهم! ليه اتحمل العذاب دا كله وملاقيش إيد تطبطب عليا، حضن يُضم وجعي، إيد تمسح دموعي، أنا هنا لوحدي.
_انا جعان، جهزي الاكل.
قالها بكل برود، أنا بموت قدامه م الوجع! عيوني ورمت من كتر الدموع، مسحت دموعي كالعاده وحضنت نفسي، أتسندت على نفسي، ودخلت المطبخ أجهزله أكله، ف لقيته ورايا
_ الاكل دا جاي منين؟
_رضوى بعتتهولي لاني كنت تعبانه جداً مقدرتش أعمل أكل
_يعني اي؟
_يعني تعبانه، مش انت هتاكل وخلاص هيفرق معاك مين اللي عمله!
أخد الأطباق كلها وكسرها، وخرج! خرج وانا اللي كل مره بلم كسري، بضمد جوارحي، لميت كل حاجه اتكسرت ومنتبهتش لرجلي اللي بتنزف، أنا قلبي بينزف اكتر منه! يارب، مليش غيره أستنجد بيه وانا تعبت جدًا، تعبت والله وطاقتي خلصت.
فجأه وجرس الباب بيرن، بيرن ورا بعض، اترعبت ليكون هو ونسي حاجه، ف جريت بسرعه علشان افتحله ونسيت انه ف ازاز دخل لرجلي من شده خوفي منه وفتحت بس لقيتها رضوى..
_ ف اي؟ انتِ كويسه؟ الحيوان دا ضربك تاني ولا اي؟
