04 - لِقاء

199 36 293
                                    

قولت مش هتأخر واتآخرت؟ أني آسف :)

مش هوعد اجين اني مش هتأخر لا

_________________

أُراقب نَسج الفجرُ خُيوطه من نَافذة القِطار الصغيرة، كان يَقطنُ بِجانبي سيهون، وإزائِي تشانيول وجونغداي بملامِح مُشرِقة طَغت عليها السعادة،

اشتياقٌ إلى حياة قَديمة، أيامٌ لَم تُكن ذات جدوى، عِندما رحلت باتت مشاعرُنا تشتاقُ لَها أحيانًا كثيرة،

لأنها كانت حياتُنا قبلُ بِضعِ أشهُر، والآن مَحض إرهاقٍ دائِم وألمٌ يَسكن دواخِلنا لَم نعلم ماهيتهُ،

رُبما خوفًا مِن أحداثٍ خيَلها لَنا عَقلُنا البَاطِن، لَيس بِالضرورة لَها أن تحدُث، ولَيس مِن المُتوقَع ألا تَحدُث أيضًا،

كان قَد مَضى شهرٌ بطولِ أيامهِ التي كانت تَسير كَثُقلِ هذه الفترة على عاتقِنا،

حسنًا لَم تَكن خالية من بِعضِ نكاتِ جونغداي السَخيفة، وتذمُر تشانيول المُتواصِل، ومُصاحبة سيهون التي كانت تُهون على ذاتِي المُرهقة دائمًا،

كان سيهون مُنغمسًا بِقراءة الكتاب القابِع بين أناملُه عِندما كُنا قد شارفنَا على الوصول، والآخريِّن منهمكين بالنوم،

لَم يَكُن وداعُنا حارًا سنلتقِي بعد أسبوعٍ على الأقل، لوحت لهم وقد مَضى كُل مِنا إلى وِجهته التي لَم تَكن تَتفقُ مع الآخر،

كانت وِجهتُنا منزلي فوالدتِي بكلِ تأكيِد قد غَلبَها الشوقُ لِسيهون أيضًا، كنتُ أطمئنُ عليها من حينٍ لآخر وكانت تُرهقُ ذاتِها كَعادتِها،

حيثُ كانت الحِياكة هي هوايتُها المُفضلة، لِذا صنعت لَكلٍ منا كِنزة مِن الصُوف هذا ما حدثتنِي عنهُ سابقًا،

دَلفنا المنزلُ بسيرِ حثيثِ حتى نُفاجئ والدتِي، كانت جالسة على الأريكة تُتابع فِلمًا مُفضل، ابتسمتُ لِرؤيتِها،

نَهضت بِخُطى سريعة والابتسامة تكاد تَشقُ وجهها وأخذتنا فِي عناقٍ مُطول، أظهرت بهِ مدى شوقَها لَنا، ثم أردفت بِحنوٍ.

- كيف حالُكم؟

- بخيرٍ يا والدتي

- انتظروا سأصنعُ لَكم الطعام

أردفت بعد أن فارقَتنا بِنبرة قَلقة عندما فَطنت أنَّ سِحنتنا يغمرُها الشُحوب، ثم سارت تِجاه المطبخُ كأنّ الهِمة قد لاقتَها حين رأتنَا،

d'Angelo || دي آنجيلو Where stories live. Discover now