09 - نُفوسٍ عكِرة

124 28 167
                                    

- لستَ بعيدًا عني،
أنَا أُحدثُك كثيرًا في قلبي ~

-مقتبسة-

.
.

بعد عِدة تحذيراتٍ من والدة جونغداي كانوا بمنتصِف غرفتهِ، منزوٍ على ذاتهِ يضمُ ساقيهِ جهة صدره، وبجانبه طعام لا يبدو أنه قد تَمّت زيارته،

سكنَ الحزن سيمائِهم، لم تَكن شفقة فقط أسى على ما آل لهُ، شاحبًا وقد اقتُنص وزنه بضعًا، وملامح وجهه تميلُ للسقوط،

لم يرفع ناظريهِ ليرى من القادم، كأنه لم يعد يهتمُ بما يحدث حتى داخل غرفتهِ، لذا تربعَّ أمامهُ في محاولةٍ لجذبِ انتباههِ، وتشانيول أخذ كرسيًا وقبع جانبه،

- نحنُ جميعًا بخيرٍ الآن جونغداي

نبس بيكهيون بخفوتٍ يري مقلتاهُ الدامِعة حينما رفع ناظرهُ له، وهو أخفى شعورهُ،

لا يعلم كيف سيساعدهُ وهو بقلبٍ مكلوم، هو على أملٍ أن يستطيعَ مع تشانيول،

- أنا خائِف، يتراءى أمامي طوال الوقت وجوهِ من أزهقتُ حياتِهم، يتوسلون لي بالخَلاص،

لا أستطيعُ أن أسهو عن نظراتِهم التي تُلاحقني حتى بمنامي.

نبس بخوفٍ طفيف ومقلتاهُ الدامعة باتت بها سيل من العبرات.

- أنتَ فعلت ما يجب عليكَ فعلهُ، لم تخطئ بشيءٍ جونغداي

- هذا صحيح، جميعنا لم يكن لنا الخيارُ بهذا، شعورك بالذنب لن يأتي بهم أحياءً، كان هذا مصيرَهم فقط.

نبس بيكهيون بأسفٍ واحتضن أناملهُ يُربِّت عليها وتبعهُ تشانيول،

بالرغمِ من أنهُ كان دِفاعًا لعدمِ ملاقاةِ وطنِهم للاحتلال، إلى أنَّ هذا الذنب سيظلُ يُلاحقهم جميعًا حتى مماتِهم،

هدأت سيمائه قليلًا، ربما كان فقط بحاجة لأحدٍ يخبرهُ أنه لم يخطئ، أنَّ قلبهُ ما زال بخيرٍ،

اتخذها بيكهيون حُجة وقربَ الطعام منه، ثم شرع يتناول ويشيرُ لتشانيول أيضًا، جعل هذا جونغداي يتناول معهم بهدوءٍ،

كان هذا كعادتِهم فالمعسكر لكن ينقصهُ ضحكاتِهم الصادقة، نفوسِهم الرائقة من الهمومِ، وسيهون ~

لم يدم هدوئهِ حتى رفع أنامله يضربُ بها على جانبيِ رأسهِ، ضجيجًا شعر به يعلو،

أصواتِ المقذوفاتِ وصُراخ الموتى!!، بات طنينًا مزعجًا لا يهدأ،

صاحَ بقوةٍ أن يتوقف هذا الضجيج، أنه آسف، لم يتمالك ذاتهُ ودفعَ بيكهيون حينمَا حاول الدنوِ منه، يشعرُ بالذعر،

d'Angelo || دي آنجيلو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن