08 - ضَجيج

144 26 117
                                    


آسفة ع التأخير ~

هاڤ فااان 💙

____________

الأحزان الصغيرة ثرثارة، أما عظيمُها فأبكم

-سينيكا-

.
.

بعالمِ لا وعيهِ تراءى له ذات الحلمِ ثانيةً، لكن في هذهِ لم تكن ثياب سيهون ذات طابع مُبهم، عَلم ما يعني هذا،

كان يشعرُ بالاختناقِ وهو بلا وعيهِ أيضًا، جاهد للوصولِ له قبل اختفائِه كالسراب،

لكنه حالما حطَّ أنامله على جسدِ سيهون كان قد تلاشى كالغبارِ أثرهُ لا يُرى،

افترقَ جِفنيه لكمِ الألم الذي عِبق بروحهِ، كان مُرهِقًا رؤية صديقه يفترقُ عن خطاه في كلِ مرة يهربُ إلى عالمِ اللاوعي،

وللمرةِ التي لا يعلمُ عددها كانت العبراتُ قد عادت لِتسكن وجنتاهُ بسخاءٍ، ولو أنها لا تُضاهي هولَ ما يشعرُ بهِ،

كخناجرٍ تقبضُ على قلبهِ قابعة هناك لا تجدُ طريقًا للمغادرة،

دقائِق مرت قد جاهد بهم للعودة لواقعهِ المُضطرب، كان البياضُ يعم المكان، ومحلولٍ قد قبعَ بظهرِ كفه شعرَ به يمتصُ روحهِ لا يُعطي له فائدةً تذكر،

أدبرَ مُقلتاهُ يبحث بعينيهِ عن أحدٍ ما ينتشلهُ من هدوئهِ المُفرِط، إلتقت حدقتاهُ بخاصتِها المُثقلتانِ كانتا تُتابعنهُ بتوجس،

إن علِم بدايةً أنه ليس وحيدًا لم يكن ليُظهر ضعفهِ بسكينةٍ كالآن، هكذا ظَنت،

لم تعلم أنهُ لم تعد له طاقةٍ لإخفاءِ شعورهِ، لا يوجد ثقل آخر يستطيعُ احتمالهِ فوق عظمِ ثقلهِ،

- فقدتَ وعيك لذا قد جئتُ بك إلى هنا، تعاني من سوءِ تغذيةٍ مُفرط

نبست بهدوءٍ تُطالع سيمائهِ المُضطربة، حدقتاهُ كانت بها شيءٍ من الاستنكارِ لوجودهِ هنا، لذا قد هدأت تقاسيمه لفنيةٍ قبل أن تتساءل بقلق

- أنت بخيرٍ؟

- لقد حدثَ في نهايةِ المطاف آريس

التفتَ لحديثٍ آخر وقد تذكر ما آل إليه حديثُهم السابِق، هو سيظلُ بعيدًا كل البعدِ عن الخير،

ولا يعلم كيف أبت عبراتُه مغادرة جوفِها الآن، همهمت له فتابعَ حديثهُ بخيبة سكنت سيمائهِ،

- وهذا يفوقُ طاقة تَحملي، أشعرُ بِشيءٍ ثقيلٍ يسكنُ رئتايَ حتى باتَ التنفُس عصيًا عليها

d'Angelo || دي آنجيلو Where stories live. Discover now