05 - خوفٌ مُضنٍ

134 28 82
                                    

كان قد مرَّ يَومان بَين هذا وذاك، والكَلل مُهيمِنًا بِي بِرحابة، ولا عملَ لي سِوى النَوم والنَوم وتناول الطَعام والنوم أيضًا،

لا أعلم لِمَ يومان لإتمام تَفاصيلٍ صغيرة، إنَها المرة الأولى التي أكونُ بِها في حماسةٍ للظفرِ بشيءٍ ما،

كما أنَّ فضولي يكاد يَبتلعُني، لِمَ لَم تستعرضُ الرسمة لنا قبل أن تُغادِر على عُجالة؟ فقط أبصرتُ بها تفاصيلًا صغيرة،

وحسنًا لم أكُن بكاملِ وعيِ يومَها، لا أفقهُ لِمَ لم أنزعِج مِنها، حسنا أُعاتِبها أقلُها كونَها مُتقاعِسة بِعملِها!!،

لكن تقاسِيمها كانت تَكسوها الحُزن، لم أكُن لِأعاتِب أحدًا هكذا، سأبدو أحمقًا ليس إلَا،

كنت أراقبُها بين الحين والآخر، أناملُها تخطُ بِسلاسة وتعابيرَها كانت لطيفة إزاء رَسمتِها،

قبل أنْ تُفارقنا ارتَسمت ابتسامة فَخورة على مَحياها، كأنها أتممت شيئًا مُحببًا لها على أكملِ وجه،

هذا ما جعل الريبُ يسكنني كون هذهِ الابتسامة تَلاشت سريعًا، وغزت الخيبة مَحلُها،

قاطع خواطِري رنين الهاتِف، التقطتهُ بين أناملي وكان رقمُ قائد الكَتيبة!! مما جعل الاستنكارُ يعلو مَلامحي وأنا أجيبُ عليهِ،

تبدلَّت إلى الخيبة ورُبما الخوف، لا أعلمُ ماهيةُ مشاعري الآن، لكنها في حالة يُرثى لها،

لَم يقُل سوى أننا سنعود غدًا صباحًا لِأخبارٍ لم تَكُن جيدة، يبدو أن سلامُنا لَن يَطول وفي خضمِ هذا سُتزهقُ أرواحًا جَمّة،

كانت الغُمة تغزو ملامِحي وقلبي، كيف سأرسمُ ابتسامة زائِفة بِوجه والدتي؟ لن تحتملُ الأمر،

لا أريدُ لقلبِها الحُزن من الآن.

أطلّت والدتي بعدما دَفعت بابَ الغُرفة، وحسنًا لا أعلم كذبة أسردُها لها عن انطفاءِ قلبي،

- هيا العشاءُ جاهِز

نَبست بِحنوٍ والابتسامة تزينُ مَحياها، ليست لي أدنى شهية الآن،

كيف أزدردُ الطعام والغُصة مازالت قاطِنة بِمنتصفِ حلقي تأبى المُغادرة!!،

اومئتُ لها وقد جاهدت في رسمِ ابتسامة مُثقلة، سرتُ خلفِها مُنكسُ رأسي لِأسفل،

تناولتُ بِضعًا وقدتُ خطواتي خارج المِنزل، إن مكثتُ سأعترفُ لها وتشعرُ بالثقلِ معي،

d'Angelo || دي آنجيلو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن