الفصل العاشر

13.3K 640 142
                                    

إيذاء النفس من أجل إيذاء الغير لهو شيئًا بشع
الفقد و الربح وجهان لُعملة واحدة حينما يكون الثمن الخسارة
فـ لا تعتقد أنك رابح ما دامت الحرب لم تضع أوزارها…

-غبي و هتفضل طول عُمرك غبي يا أرغد…

هتف بها بل زمجر بها فؤاد و هو يكاد يقتلع شُعيراته من جذورها فـ بعدما ما حدث بـ مؤسسة الصياد قد أسرع بـ أخذ أرغد و إبتعد عن ذلك المكان تمامًا يبحث عن حل لتلك المُعضلة

بينما أرغد يجلس أمامه بـ هدوء بعدما إستطاع أخيرًا إستيعاب الصدمة، ما فعلته أريام قد فاق حدود الجنون بـ مراحل لا يستطيع عدها و لكنها ستذهب لأبعد من ذلك لتنتقم، ثم نظر إلى فؤاد بـ صمتٍ و بـ داخلهِ السُخرية تطغى عليه دون أن يظهر ذلك على ملامحهِ الباردة الأقرب إلى الجمود

إستدار فؤاد و الشياطين تتراقص حوله بـ جنون و هو يرى برود أرغد الغير مُبرر، سيكون هُناك فضيحة قريبة إذا لم تكن قد خرجت إلى العلن مُنذ مُدة ثم هدر وهو يتقرب منه بـ خطواتٍ قاتلة

-تقدر تقولي زقتها ليه!
-رفع أرغد ناظريه إليه و أجاب بـ بساطة:مزقتهاش، هي اللي وقعت نفسها…

لم يُصدقه فؤاد ليقترب أكثر منه ثم دنى و هسهس بـ حدة

-مش عليا، قولي علشان أقدر أطلعك منها بدون شوشرة…

رمقه أرغد بـ نظرةٍ مُستحقرة ثم أجاب وهو يضع ساق فوق أُخرى و ذات النبرة الباردة تتدفق من حروفهِ

-تقدر تتأكد بـ نفسك من كاميرات الشركة، دا إذا مكنش جاسر الصياد إتحالف مع أريام…

و كأن فؤاد صُعق من حديث أرغد فـ قد غاب هذا الإحتمال المُرعب عن ذهنهِ، وجود جاسر الصياد ضمن أسلحة أريام لهو شديد الخطورة، فـ إبتعد عنه لينهض أرغد يُعدل من ثيابهِ و قال بـ نبرةٍ مُستهجنة

-متخافش يا فؤاد هتطلع منها و هطلع أنا منها، فضيحة و هتتجنبها مش زي فضايحك اللي من زمان…

زاد الجنون في عيني فؤاد بعد ما تفوه به أرغد ليجذبه من تلابيبهِ ثم هدر بـ صوتٍ إرتجت له حوائط المنزل

-إتقِ شري يا أرغد، حياتك دي أنا اللي عملتها و بسهولة أسحبها منك…

نفض أرغد يدا فؤاد ثم إقترب و همس بـ خُبثٍ، جاعلًا إياه يفهم أنه لا يخشى شئ

-إسحبها معنديش مُشكلة بس أنت الخسران مش أنا…

إبتعد عنه ليرى تأثير كلماته عليه و قد نجح في مسعاه ليُقهقه بـ خفة ثم أكمل حديثه

-لأني ساعتها هفضح كُل حاجة
-تساءل فؤاد بـ صدمة غاضبة:أنت بتهددني!!...

أومأ بـ إبتسامة ماكرة ليشتعل لهيب الغضب بـ نيران لا يُمكن إطفاءها فـ رفع فؤاد يده عاليًا ليصفع أرغد، و لكنه كان أسرع منه فـ أمسك يده ضاغطًا عليها ثم قام بـ ليّها فـ تأوه الأول بـ صوتٍ مُتألم و قال بـ هدوء مُخيف

في غياهب الفرعون Where stories live. Discover now