.3.

232 26 4
                                    

ڤوت والتعليق بين الفقرات فضلاً
.....................................

"و كما تري چون ، فالمتسابقون جميعهم تبدو عليهم الحماسة" صرحت المذيعة لتقول أمام الكاميرا بينما عدلت من أطراف تنورتها جراء الهواء المتزايد لتكمل "و قد صرح مرصد الطقس اليوم أن هناك إحتمالية لهطول الأمطار بمصاحبة القليل من الرياح"

الجميع يهلل بالكلمات المشجعة ، أصوات الموسيقي تتعالي بينما ترقصنَّ الفتيات علي نغامتها و بأياديهنَّ أكواب العصير

كان الصيف يصرخ بتلك اللحظات بينما توسطت الشمس المشرقة السماء المنيرة ، علي الرغم من هرير الرياح القادم من بعيد

قلب ماليبو بدأ بالدق العنيف كلما أقترب دورها ، الأمواج عالية اليوم بشكل ملحوظ ، و لكن بالنسبة لماليبو و شاطئها كان ذلك مناسباً بشدة للركمجة

تابعت عيناها المتسابق كريس إحدي أصدقائها ، و هو يُفلِت بلوح ركمجتة ليرتطم بأمواج المياة لتتعالي صيحات الشفقة من جميع المشاهدين

"حظاً موفقاً أيتها النحلة" فاجئها صوت كاميرون بجانب أذنها لتقف شعيرات رقبتها من القشعريرة نتيجة لقربة الشديد

دائماً ما كان هكذا محباً للتنافس عاشقاً للفوز ، و كانت منافسة ماليبو و التفوق عليها هو هدفه الأعلي ، فبعينيه هي لا تُهزَم و ثقتها تُحطِم غرورة

و لكنه عزم هذا الصيف علي اللحاق بالمركز الأول ، مكانه المعتاد ، قبل أن تأتي هي و تنتزعه منه

"لا تقلق ، سيكون موفقاً بالفعل" لم تنظر إليه لتأخذ نفساً عميقاً و هي تسمع

"المتسابقة الخامسة ماليبو هانكس ، إنه دورك " صاح الحكم لينفخ بصفارته منبهاً الجميع

طمأنتها أنچيلا بينما صرخت الفتيات بالتشجيع لكونها الأنثي الوحيدة بالطبع

قبلت قلادتها الزرقاء علي شكل سلحفاة صغيرة ، فهي من جدتها الراحلة و تتخذها كتميمة حظ

ثم ضربت قدماها الأرض سريعاً حاملة لوح ركمجتها الضخم ، أنفاسها تتسارع و قلبها يتحرك مع سيمفونية الأمواج

السكينة ، ذلك ما شعرت به عندما لامس ماء المحيط جسدها ، اختارت موجة مناسبة بعد أن تخيلتها تعلو في السماء و هي تركبها

في كسورٍ من الثانية كانت قد وقفت فوق اللوح بشموخ و إتزان لُتحَرِك قدميها و تتمايل مع إيقاع الموجة من أسفلها

ما يميز ماليبو حقاً هو إحساسها العميق ، فتعتبر أن كل شئٍ بالحياة له روح ، حتي إن كان جماداً

و بتلك اللحظة كانت روحها هي و الموجة قد أمتزجتا معاً فصارتا كياناً واحداً

أطلقت ضحكة رقيقة بينما مررت أصابعها بحنانٍ لتلامس الماء المتصاعد بجانبها ، كان المنظر مهيباً ، كأنها في عالمٍ بمفردها بعيداً عن الضوضاء ، أصوات الهواتف و صياح السيارات

أحست بتحركٍ طفيف للوح من أسفل قدميها ، و لولا أنها ذات خبرةٍ عالية لسقطت بسرعة في الماء و خَسِرت المسابقة ، بل أفظع و هو تعرضها لإذلال كاميرون

تمايلت بسرعة لتعدل من تحركها

"يبدو أن المذيعة علي حق" همست بنفسها ، لذلك تظن أنه يتوجب عليها الحذر

و لكن روح ماليبو ليست بالحذرة ، فهناك خصلة التفاخر ، تظهر بأوقاتٍ كهذة

أطلقت العنان لقدميها لترتفع الموجة أكثر

صرخت بكل أحاسيسها "مدينة ماليبو ، أنا هنا"

تطمأنت بداخلها ، هذا هو عالمها ، هذا هو عالم ماليبو بمدينتها الساحرة

Malibu || ماليبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن