.9.

96 10 0
                                    



دعم بڤوت و كومنت
.........................

تأوه كامیرون بصوتٍ خافت ، یشعر بأن كل تفصیلة بجسده قد عُصرت بأیادِ أخطبوط عملاق

و لكن الغریب كان ذلك الدفئ المتسلل إلیه

فتح عینیه ببطئ لیجد مصدره مالیبو تغط في نومٍ عمیق مسنده رأسھا علي كتفه الأیسر ، بینما حاوط ھو خصرھا بیده الأخري

تعجب من ذلك الوضع ، ھل حقًا غلبه النعاس و مالیبو بأحضانها؟

ھل ذلك كابوس أم حلم كان یتجاھل رغبته بأن یصیر حقیقة؟

جالت عیناه بتقاسیم ما يحوطه

كان ضوء القمر الخافت یحنو علي شعر مالیبو لیزیده توھجًا

یبدو أنھما قد ناما لیومٍ كامل ، فقد أُسدلت حلكة اللیل مرة أخري و یبدو أن ھنالك عاصفة جدیدة تدنو من الھبوب

زاد ھریر الریاح من حوله و أخبره شئ ما بأن السماء علي وشك البكاء

ذكره ذلك الجو بمثيله الجارف به و بمالیبو إلي ھذا الكھف الموحِش

لتصيبه أحداث ما حدث بالأمس دفعة واحدة حتي أحس بإختناق روحه

شعر بتزاید ضربات قلبه ، لا يمكنه الآن أن یصاب بنوبة ھلع فقد تخلص من ذلك العرض الملازم له منذ سنوات

و بالأخص یكره أن تستیقظ مالیبو لتجده علي تلك الحالة فتشعر بضعفه ، فأخر ما یریده ھو أن تسخر منه علي حالته تلك

وجه نظره إلي قطعة السماء المتسللة عبر فتحة الكھف عل َّ ذلك أن ینظم من أنفاسه و لكن دون جدوي

لم یشعر بمالیبو و ھي تقوم فزعة لتسأل "كامیرون ،ھل أنت بخیر؟"

"أنا ..... بخیر" خرجت كلماته بصعوبه مصحوبة بأنفاسه المختنقة

نظرت إليه في رعب "یا إلھي ! أنت تعاني من نوبة ھلع" أنھت كلماتھا بإقترابھا منه

"بالطبع.. لا" قام بتوجيه ظھره ناحیتھا

ھل یظن حقًا أنھا ستتركه بتلك الحالة؟

"تعال ھنا أیھا العنید" قالتھا بتلك الطریقة التي تحدث بھا أختھا الصغیرة

وضعت یدیھا علي خديه "حاوط ذراعیك بیدیك و أنظر إلي ، تابع أنفاسي و حاول أن تقلدھا" حاول ھو الھروب و لكنھا تشبثت بوجهه أكثر "لن أتركك كامیرون ، ھیا تابع تنفسي .. شھیق .. زفیر"

أراد تقلیدھا و لكنه فشل ، لتمسح ھي علي خديه برقة

و عندما أبتسمت له كانت تلك كالتعویذة السحریة التي أعادت إليه الحیاة

ھدأت ضربات قلبه و عادت رئتاه للتنفس الطبیعي ، لیظل ھو معلق بعیني مالیبو العسلیتین

لاحظ أن بعض خصلاتھا الناعمة قد غطت عینیھا ، و بدون تفكیر قام بإعادتھا خلف أذنھا و التي تعجب من لطافتھا

لتسقط یدیھا من علي وجنتيه في إحراج

كان ذلك الفعل كفیل بحبس مالیبو لأنفاسھا و تبدل وجنتیھا من زرقاء كالمحیط إلي سخونة تلونت بحمرة رقیقة

"كیف تعرفین التعامل مع تلك الحالات؟" حاول تخفیف القلیل من إحراجھا الواضح كالقمر المقترب من الزوال جراء العاصفة

" أختي صغیرة بالعاشرة من عمرھا ، لدیھا رھاب من الأماكن المغلقة ، عندما تصیبھا إحدي النوبات أكون أنا ملاذھا الوحید ، لا أعلم ماذا ستفعل بدوني" نظرت إلي یدیھا في قلة حیلة

"مالیبو لا تقلقي ستعودین إلیھا قریبًا ، فأنتي محظوظة بوجود بطل خارق معكي و بالأصح كامیرون " تظاھر بالتكبر و ھو یربت علي عضلات كتفيه

التقطت حجرًا صغیرًا لتلقيه عليه في تلاعب ، لیبعد ھو رأسه سریعًا مما جعلھا تخرج لسانھا في غیظ

و ما فاجأ مالیبو حقًا ھو تلك الضحكة الصادقة التي أطلقھا كنغماتٍ علي أذنیھا

تجاھلت تأثیره علیھا لترد "حسنًا أیھا البطل الخارق ، أنا أتضور جوعًا و أشعر أن حلقي قد صار كالصحراء "

أختفت معالم البھجة بوجهه لتعتلي محلھا أخري قلقة

ھو أیضًا قد ضربه الجوع عند استيقاظه

بدون أي مقدمات قام من مكاه نازعًا قميصه القطني الأبیض متقدمًا تجاه فتحة أرضیة الكھف الممتلئة بماء المحیط

"ماذا تفعل؟"

لم یعرھا اھتمامًا حتي وصل إلي حافة الفتحة  "سوف أغطس بالماء علني أجد مخرجًا قبل مجئ العاصفة" و بتلك الكلمات قفز بكل حرفة

Malibu || ماليبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن