.10.

86 9 0
                                    

دعم بڤوت و كومنت
........................

صرخت ماليبو بأعلي ما تملك من قوة ، ذلك العنيد قد قرر رمي نفسه بالمحيط للمرة الثانية علي التوالي

"أيها الغبي" صاحت و هي تهرول حيث قفز لتقابلها المياة و قميص كاميرون الأبيض هو الدليل الوحيد علي وجوده

التقطت قميصه عاصرة إياه في غضب ، لقد تركها !

كادت أن تقفز هي الأخري حين ظهرت رأسه فجأة و تلك الابتسامة المتفاخرة تعلو وجهه

"أشكر التلوث البيئي من كل قلبي" لوح كاميرون بزجاجة بلاستيكية تقارب حجم اللترين

حدقت به بعدم فهم ، ليتحول انتباهها إلي صدره المفتول

أشاحت بنظرها سريعًا قائله بتلعثم "هل لديك أمنية بالموت غرقًا؟"

"لا ، و لكني لم أجد طريقة للخروج ، فالمد قد جعل منسوب المياة مرتفعًا للغاية"

"و ما فائدة تلك؟" أشارت إلي الزجاجة

عادت إبتسامته المتحاذقة مرة أخري "تلك أيتها النحلة هي طريقنا للنجاة"

حدقت به بعدم فهم ، فقد شارف صبرها علي النفاذ

"سوف تمطر السماء في غضون دقائق ، لتكون الأمطار وسيلة لدفع العطش بعيدًا ، بعد أن أخزنها بتلك الزجاجة بالطبع"

قلبت عينيها بضجر علي الرغم من إنبهارها السري بتفكيره ، "هو بالفعل ذو عقلٍ  فذ كما أخبرني كريس" قالت بداخلها دون إظهار ذلك ، و بأحلام كاميرون أن يتلقي منها مديحًا

تابعته لتجده قد توسط الأرض ممسكًا بحجرٍ ذي أطراف حادة حتي نجح بقسم الزجاجة إلي نصفين ، و كأن لديه عمل مضنٍ أعتكف علي إتمامه

ضحكت بإستهزاء ، ليقوم القدر بالرد سريعًا جاعلًا السماء تمطر

"قلت لكي" صرخ بسعادة ثم قفز من مكانه موجهًا نصف الزجاجة لأعلي حتي أمتلأت ، بينما قطع جزءًا من قميصه ليستخدمة كمصفاة لماء المطر

تركته هي لعمله ممسكة بقلادتها

أنهي كاميرون إنجازه ليقترب إليها و قد تشرب جسده كليًا بماء المحيط " تفضلي ملكتي النحلة المدللة"

تمعنت هي كاميرون دون أن تغفل عن محاولاته بألا يظهر سريان القشعريرة بجسده

أخذت منه الماء لتتفحصه ، فعلق هو بضجر "أبتلعيه فقط و اللعنة"

بدون تفكير فعلت ما طُلب منها و هي معلقة نظرها بكاميرون حتي أنهت نصف الزجاجة ، لتتنهد في راحة لا تخرج إلا من شخصِ روي عطشه

مد يديه لأخذها "و الآن دوري ابتعدي" أنهي نصف الزجاجة الآخر

"هل جعلتني أشرب أولًا علي الرغم من عطشك؟" سألته في اندهاش و هي ترمش عدة مرات

"بالطبع فأنا رجلُ نبيل" أعطاها إحدي إبتساماته المتحاذقة

"يبدو أن والدك يشعر بالفخر" ضحكت بسخرية

"لا أعلم ، فقد رحل عن عالمنا قبل أن أحظي بفرصة سؤاله" خرجت كلماته بهدوء حزين قد تمازج مع هطول الأمطار الغزيرة

"أنا آسفه كاميرون لم أكن أعلم" ربتت علي كتفه

"ليس عليكي من تأسف ، سأذهب لملئ الزجاجة من جديد" تهاوت كلماته مع الرياح بداخل الكهف

و بتلك الوتيرة تتابعت ساعات هذة الليلة ، حتي أن كاميرون قد نجح بإصطياد سمكة مما زاد من إنبهار ماليبو

و بطريقة منافية لقوانين الفيزياء تمكنت هي من إشعال قليلٍ  من النار بإستخدام حجرين و قطعة قماش جافة قد مزقتها من ملابسها

"إذن ما هي أكلتك المفضلة؟" سألها كاميرون بملل و هو ينهي علي أخر قطعة من السمكة الراحلة

"شريحة لحم مشوية و بجانبها بطاطس مهروسة" سال لعابها لتبلعه سريعًا

ضحك هو لتسأله في غيظ "ما المضحك؟"

"كنت أري أنكي مدللة ، و لكني الآن تأكدت" أكمل بين ضحكاته "بين كل الأكلات المفضلة كانت خاصتك واحدة من أكثرهم ثمنًا"

"و ما خاصتك إذًا أيها البخيل؟"

"معكرونة بالدجاج علي طريقة أمي بالطبع"

أرادت سؤاله عن والده ، و لكن ما صفتها بحياته لتحظي بذلك السؤال؟!

"إذن و ما مشروبك المفضل؟"

"مشروب اللبن و الموز ، يمكنني القتل لأحصل علي زجاجة الآن" رد في تلهف

"لا تقل ذلك المشروب الخاص بشركة بيفريچ؟" سألت بعدم تصديق

"كيف عرفتي ذلك؟" سألها بعدم فهم

"إنه مشروبي المفضل أيضًا! تلك الشركة تكسب نصف ربحها مني بمفردي"

"و النصف الآخر مني أنا" ضحك ليكمل "لا أصدق أن هنالك شيء مشترك بيننا"

"و لا تنسي الركمجة" قالت مصافحة إياه

"إذن ماذا سنفعل الآن؟" تساءلت

"لا أعلم حقًا ، و لكن يبدو أن الفجر قد قارب علي البزوغ" رد ناظرًا إلي الشلالات المنهمرة من فتحة الكهف ، و تلك القشعريرة الباردة تسري بجسده

"أشعر أنني أريد النوم ، علَّني أستيقظ لأجد الأمطار قد جفت" أنهت كلماتها بالتثاؤب

"تصبحين علي خير أيها النحلة" تمتم في هدوء ليفترش الأرض بجانبها بعد أن ترك ما يقارب مترًا من المسافة

"فقط أصمت" تزين كلماتها بإبتسامة ناعسة

Malibu || ماليبوOù les histoires vivent. Découvrez maintenant