البارت الأول : نفي الأمير

531 38 43
                                    

في مملكة سورا ، تزوج الملك من فتاتين جميلتين إحداهما تدعى تشيكا والأخرى تدعى أسوكا ، وبعد فترة من الزواج حملت الفتاتين ، كان الملك يتمنى أن تنجب إحداهما فتاة والأخرى تنجب وريثه....
مرت تسعة أشهر وولد الطفلين ، فرح الحاكم أوسامو بذلك ، لكنه صدم عندما رأى أن الطفلين هما صبيان وليس فتاة وصبي كما كان يتمنى ، عندها قام بتسمية الطفلين إبن تشيكا أسماه كازوهيرو ، وإبن أسوكا أسماه كازوهيكو....
بعد مرور بضعة أيام بينما كانت أسوكا في غرفتها ، لون جدران الغرفة وردي فاتح وعليه زخارف ذهبية على شكل أزهار ، والسقف له نفس لون الجدران وتتدلى منه ثريا فضية اللون ، ويوجد على الجدار الأيسر نافذة متوسطة الحجم تطل على الحديقة ، يدخل أحد الخدم ويخبرها أن زوجها الحاكم يطلب رؤيتها ، تنهدت ثم ذهبت إلى حيث هو ، فتحت الباب ودخلت فوجدت زوجها وغريمتها ينتظرانها ، ألقت عليهما التحية ثم جلست على كرسي بجانب تشيكا لونه ذهبي وله شكل جميل ، فقال لهما الحاكم أوسامو : " حسب قوانين المملكة فلا يمكن أن يكون لدي وريثان وأنتما تعلمان هذا جيدا ، وفي حال ولد إثنان فيجب قتل أحدهما ".....

انقبض قلب كل من أسوكا وتشيكا عندما قال أخر كلمتين ، لاحظ الحاكم الصدمة التي علت ملامحهما ، فأكمل كلامه : " لكن أنا لن أقوم بقتل أي منهما " ....

هنا شعرت تشيكا وأسوكا بالارتياح ، فتابع أوسامو حديثه : " بل سأقوم بنفي أحدهما ، لدي صديق قديم يعيش في مملكة أخرى ، سوف أطلب منه أن يربي إبني ويعتني به ، فمن منكما ستودع إبنها ؟ "
نظرت تشيكا لأسوكا ولاحظت الحزن الذي ارتسم في عينيها ، ففكرت قليلا ثم قالت : " أوسامو قم بنفي إبني "......
أسوكا : " هاه " !
أوسامو : " حسنا ، قومي بتوديعه "
خرج الحاكم من تلك الغرفة تاركا أسوكا وتشيكا وحدهما ، نظرت أسوكا لتشيكا وقالت لها : " لماذا ؟! "
تشيكا بإبتسامة حزينة : " لا بأس ، سأذهب لأودع كازوهيرو "
خرجت تشيكا من الغرفة وتوجهت لغرفة صغيرها كازوهيرو ، حملته ثم احتضنته وأجهشت بالبكاء وهمست في أذنه : " أنا أسفة ، أنا أسفة جدا ، أرجوك سامحني يا صغيري ".....
بعد ساعات أخذت تشيكا طفلها وأعطته لزوجها ، ثم حضر وزيره فقال له الحاكم : " خذه إلى صديقي ريدن وأعطه هذه الرسالة أيضا " ، قال الوزير تاكشي : " أمرك سيدي "....
أنطلق تاكشي نحو المملكة التي يعيش ريدن فيها ، وبعد ثلاثة أيام عاد من تلك المملكة وطمئن الحاكم أن إبنه قد وصل عند صديقه بأمان ، ثم أمر الحاكم جميع من يعرفون بأن له إبن أخر بإن يبقوا ذلك سرا ، وتم نشر خبر في المملكة أن الملكة تشيكا قد ولدت طفلها ميتا.....

مرت تسعة أعوام منذ أن تم نفي كازوهيرو ، وكان الوزير تاكشي يقوم بتدريب كازوهيكو كل يوم على استخدام السيف ، ويعلمه أمور تتعلق بالمملكة...
كانت تشيكا تمشي في حديقة القلعة ، فوق العشب الأخضر بين الزهور الملونة ، شاردة الذهن تفكر بإبنها ، " هل ينام جيدا ؟ " هل هو بصحة جيدة ؟ " هل لديه أصدقاء ؟ " هل يعتنون به جيدا ؟ "
قطع حبل أفكارها صوت كازوهيكو يناديها وهو يركض نحوها ، وصل إليها واحتضنها وقال بسعادة : " خالتي ، لقد اتقنت استخدام السيف " ، ابتسمت تشيكا وقالت له : " هذا رائع ، أحسنت ! "
بدأ كازوهيكو يخبر تشيكا بما فعله اليوم ، كانت تبتسم وهي تصغي له ، ثم قال لها أنه يرغب بأن يقضي يوم الغد معها ، فقالت له أن هذا سيسعدها.....
أسوكا كانت تمشي في أحد ممرات القلعة ، هذا الممر مميز عن باقي الممرات فهو يحتوي على لوحات فنية كانت الملكة السابقة أي والدة أوسامو قد رسمتها ، ولون جدرانه زيتي وعليه زخارف فضية ، وصلت أسوكا لنهاية الممر حيث توجد غرفتها ، فتحت الباب ودخلت ثم أغلقته خلفها ، نظرت من النافذة وابتسمت عندما رأت كازوهيكو وتشيكا يتحدثان ويضحكان ، لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها وارتسمت بعض معالم الحزن على وجهها ، حين تذكرت اللحظة التي تم نفي إبن تشيكا فيها ، نزلت دمعة على خدها وقالت بصوت أشبه بالهمس : " تشيكا فعلت ذلك من أجلي ".....

فجأة طرق باب الغرفة فمسحت دمعتها بسرعة وقالت : " تفضل ".......
كان الطارق هو إحدى خادمات القلعة تدعى ( تالا ) ، وكانت هذه الخادمة كبيرة في السن ، قد كساها الشيب ، أسوكا تعتبر تالا أمها الروحية ، فهي دائما ما تشكي لها كل ما يزعجها أو يحزنها ، وتالا تخفف عن أسوكا وتنصحها بما يجب فعله ، نظرت تالا لأسوكا فلاحظت أنها حزينة فقالت لها : " لما الحزن يا سيدتي الغالية ؟ " ، فأجابتها أسوكا : " كلما تذكرت ذلك اليوم أشعر برغبة شديدة في البكاء " ، قالت تالا : " السيدة تشيكا فعلت ذلك لكي تكوني سعيدة ، وإن حزنتي فهذا سيشعرها أنها قد ضحت بإبنها لأجل لا شيء " ، ثم اقتربت تالا من أسوكا واحتضنتها ومسحت على شعرها ، قالت أسوكا : " فهمت "....

أما في الحديقة كان كازوهيكو وتشيكا لايزالان يتكلمان ، ثم أمسكت تشيكا يده الصغيرة وأصطحبته معها إلى غرفتها لتروي له قصة ما ، دخلت تشيكا وكازوهيكو إلى غرفتها ، كانت غرفتها مختلفة عن غرفة أسوكا ، لون جدران الغرفة وردي فاتح وعليه زخارف ذهبية على شكل قلوب ، والسقف لونه أبيض وتتدلى منه ثرية ذهبية اللون ، وتوجد نافذتان واحدة على الجدار الأيمن والأخرى على الجدار الشمالي وتطل على الحديقة ، جلست على أريكة لونها أحمر وجلس كازوهيكو بجانبها وقرأت له قصة فلاح فقير من أحد الكتب ، وقد تعلم من تلك القصة أمورا عديدة.......

بحر الدماء للعرش فداء ( سيتم إستكمالها قريباً )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن