كاتب || رسائل ووعود

9 2 1
                                    

رسالة لشخص ما:

مرحبا، أفترض بأنك لست بحالة جيدة وإلا ماكانت هذه الرسالة لتصلك، المعذرة ولكن عليك أن تتحمل ثرثرتي لأن من المزعج أن تثرثر مع شخص لا هموم له.

لقد وعدت نفسي ألا أكتب عن أمر ما، ليس بهذه الطريقة، ليس هنا على الاقل، ولكن كما يجب أن تعلم أو تعلمين -فأنا لا أدري لمن أكتب- لست مستعدا لتحمل المزيد من الوعود، ليس بعد كل ما لم أقم بإتمامه منها، ولاحظ هنا بأنني لم أقل أخلفته، فأنا لازلت أحاول الإيفاء بهم جميعا، ليس الأمر وكأنني لست أهلا للوعود، الأمر فقط يستغرق بعض الوقت ولا أدري حقا لمَ.

أشعر بأنني أبذل كل جهدي، ولكن في قرارة نفسي أعلم أنني قادر على أكثر مما أفعله، أعلل بطئي بوجود شيء ما مفقود، وللتو لاحظت بأنني استخدمت كلمة -موجود- لأتحدث عن شيء -مفقود- 

المهم.. أنا أبحث عن الأعذار فقط، وأعتقد أن السبب هو عدم رغبتي بإنجاز تلك الوعود أساسا، لا تخطئ الفهم فلست أنا من بادر بها جميعا، ولكنني قبلتها لذا لا أخلي مسؤوليتي فأنا هنا أساسا للاعتراف بها أليس هذا ما أتحدث عنه؟

قبل أن أسمعك تلقي بنصائحك العظيمة سأخبرك؛ لقد بدأت فعلا بالبحث عن حلول للمشكلة، وسأكون صادقا بقولي أنني تأخرت حتى أدركت بأن الأمر فعلا صار كبيرا بحجم كلمة مشكلة، ولكن المهم أنني أدركت صحيح؟

على أي حال وكما هو واضح من إيقاع كلماتي الممل لقد باءت كل محاولاتي بالفشل -حتى الآن- ولعل هناك جانبا إيجابيا في الأمر وهو أن نفوري من تلك الوعود قد قل بشكل ما وهذا عظيم، فأنا غالبا قادر على فعل أي شيء طالما أريد القيام به فعلا، وإن تمكنت من الوصول إلى مرحلة رغبتي بالقيام بالأمور فسيظل هناك عقبة واحدة أخيرة لتجاوزها.

حسنا أظنني بحت بأكثر مما كنت قد خططت له، وقبل أن تبني أي فكرة حول العقبة الأخيرة التي ذكرتها فسأخبرك عنها شيئا واحدا، إنها أكبر بكثير جدا من كلمة مشكلة، ونعم إنها عقبة مزعجة، وشكرا لكنني أعلم أنها أهم ما يجب أن أعمل عليه الآن.

حسنا تصبح على خير آمل أن رسالتي قد أزعجتك بقدر قابل للتحمل، ولا تقلق لن أستخدم عنوانك ثانية.

كاتب مشوشDonde viven las historias. Descúbrelo ahora