كاتب || نصف انطوائي

12 3 7
                                    

بعد انقضاء كل اجتماع أو مقابلة أو ما يستغرق وقتا برفقة الآخرين؛ أتذكر كم يعصرني قضاء الوقت بين الناس، يفتلني ويشد بقوة حتى لا يبقى فيّ شيء، أعود إلى سريري منهكا في الليل وحبالي الصوتية تكاد تنقطع لشدة ما استهلكتها النبرات المصطنعة، ورأسي يثقل وكأن الدم انحشر في عروقه، فمي متشنج لكثرة الابتسامات التي لا تترك طعما جيدا بالمرة، وفكي الذي لم يعتد كثرة الحركة أو سرعتها ينبض بالألم، وحلقي، حلقي يكون جافا ومتورما وزفراتي تخرج منه بصعوبة.

ليس الأمر وكأنني لست اجتماعيا أو لا أجيد ممارسة النشاطات الاجتماعية، أو حتى أرغب بها في بعض الأحيان، ولكن الأمر مرهق للغاية بالنسبة لي سواء أردته أم أُرغمت عليه، في الواقع لا أرغب به إلّا نادرا، وقد أندم على ذلك فيما بعد، الأمر طبيعي لأي بشري يعيش في هذا الوقت الذي ازدادت مساحة الخصوصية فيه وصار بإمكان الفرد أن يختلي بنفسه حتى وهو وسط الآخرين.

هل هذا جيد؟ لا أدري حقا، ولكنني أعلم أنني أفضل الانعزال، وأن حالتي النفسية تكون أفضل برفقته..

كاتب مشوشWhere stories live. Discover now