كاتب || لا يكتب

21 7 9
                                    


لا أعرف بماذا أبدأ، ولا فكرة لدي عما أريد قوله.. أو ما يجدر بي قوله بالأصح..

لم أكتب شيئا منذ مدة، وماذا يعني هذا بالنسبة لإنسان تخليته هي نقل ما يشعر به على الورق؟ لك أن تتخيل، فكرت قبل فترة بأنني ربما لا أحتاج إلى الكتابة حاليا وليس هناك ما أخلّيه، وذلك قادني للاستنتاج بأن الوضع طبيعي، ولا بأس بعدم الكتابة.. لكنني تأملت أكثر في ما أفعل، وأين تذهب دقائق يومي، وجدتني قد عثرت على طرق أخرى للتخلية، ولقد استبدلت الكتابة بشيء آخر، وهو للأسف  ليس مجدي حقا ولا ذا فائدة تذكر ولا مقارنة بينه وبين الكتابة، لنقل بأنه تقريبا يعمل كإبرة مخدر لا أكثر، مهرب من الواقع لا مواجهة معه، وهذا ما لم أعتده من نفسي، فأنا لا أهرب منها، لا أذكر أنني فعلت ذلك من قبل..

حسنا المهم أنني أدركت الوضع ولكن ما الحل؟ لا يزال الدفتر والقلم وسيلتان متاحتان دائما، كذلك ملاحظات الهاتف، والمحادثة التي بيني وبين نفسي والتي أسميها «قلم» كل هذه الأشياء موجودة، ولكنني أريد مكانا أشارك فيه مشاعري وأفكاري التافهة، أن أقرأ هموم غيري وما يدور بعقله من أفكار، وأجد من يقرأني أنا كذلك ويشاركني محادثة بين الفنية والأخرى.. أفتقد جدا مكانا كهذا.

قبل سنوات كان عندي حساب في موقع ما وكان هو مكاني المفضل، منصة غير مزدحمة، المعظم قادمون من أجل التعبير عن أنفسهم بالكتابة العربية الفصحى، لا لأجل تريند معين أو مقاطع أو تفاهات، كان فعلا فعلا مكاني المفضل رغم أنني كنت ألجه بين شهر وآخر وأحيانا أتركه لثلاثة أو أربع شهور، وعندما أعود إليه أجده كما هو بالضبط.

منذ سنتين لم أتمكن من الدخول إلى حسابي في تلك المنصة، المنصة بأكملها لا تعمل لدي لسبب ما، ربما المكان الجغرافي؟ لا أدري، ومنذ سنتين أفتقد مكانا يؤوي أفكاري وحروفي.. مكانا لا أكتب فيه فحسب -فالواتباد مثلا موجود- بل مكان يحوي أناسا مثل ذلك المكان، نقاشات عميقة، محادثات مثرية، أفكار من عقول تفكر حقا وتتأمل وتعبر بالحروف فقط لا باستخدام أدوات أخرى..

ربما ألوم الأماكن والأوقات رغم أن المشكلة الحقيقية هي في رأسي فقط؟ والدفتر والقلم وحتى لوحة مفاتيح الحاسوب موجودون أمامي دائما؟ لا أعرف حقا لا أعرف.. 

على أي حال وقبل أن أنهي هذه الثرثرة الصغيرة، يامن يمر على هذا النص ولو بعد عشر سنين؛ هل تعرف مكانا يجمع محبي الكتابة كالذي أريده؟ موقعا أو تطبيق أو أي شيء آخر؟ أي أي أي شيء؟ شكرا لك مقدما

كاتب مشوشWhere stories live. Discover now