«14» | أفكار قاسية

1.5K 242 129
                                    

يكرهني. أنا أعلم أنهُ يكرهني. لقد عبرتُ الخط. رُبما هذا ما فعلته، قبلتُه على وجنته؟ اعترفتُ بمشاعري ورُبما جعلتُه غيرُ مُرتاح أكثر؟

لقد مرت سبع أيام منذُ الحفل الخيري، وبينما كانت الأمور تتصاعد في الأخبار حول شركة النقل التي تمت مُقاضاتها بسبب -خسارة- الأعمال الفنية الحقيقية، كان هوسوك يتجاهلني وكأنني الطاعون، أو هكذا أعتقد.

أنا وجيني في المقر بقدر تواجدنا في المشفى وفي كلُ زيارة لم أرى هوسوك ولو لمرةٍ واحِدة، ولم يقُل أحد شيئًا عنه، أو عَن مكان وجوده، لذَلِك لا يُمكِنني إلا أن أفترض أنني أغضبتُه، قلبي يشعُر بالـ... تحطُم؟ اعتقدتُ أنَهُ كانت هُناك لحظة دافِئة، لحظة حَقيقية في مكانٍ ما في تِلكَ الليلة المليئة بالعناق والابتسامات المُزيفة.

لابُدَ وأن الكحول وصل إلى رأسي، لكي يجعلني مُغفله لأعتقد أن شيئًا ما حدَث... كان الأمرُ صامتًا بينما كنتُ أنا وجيني نُنظف منطقة العمليات، ولم يستيقظ المريض حتى الآن بينما كان يرتاح في سرير الإنعاش.

هذه هي الجراحة الثالثة التي أجريتها أنا وجيني للسوق السوداء، يَبدو أنني الشخص الوحيد غيرُ المرتاح هُنا حيثُ أنني قد رأيتُ جيني تئِنُ بهدوء أثناء تجريد القفازات القذرة مِن يديها وإلقائهم بعيدًا مِعَ المئزر البلاستيكي لتكشف عن الفُستان الأزرق الداكِن الذي ارتدتهُ أيضًا، لقَد قمتُ بنسخ حركاتها، وخلعتُ قُفازتي وألقيتُ بالمئزر في سلة المُهملات.

أخذت نفسًا عميقًا ووضعتُ يدي على فخذي، بعدَ أن كانَ المريض مُستيقظًا وبصحةٍ جيدة بِما يَكفي للمُغادرة، سيتعين علينا العودة وتنظيف المنطقة بشكلٍ أفضل.

نظرَت إلى جيني التي نظرت إلي مرةً أخرى بنظرةٍ مدروسة، "قال جونجكوك إنهُ أشترى دجاجًا مقليًا للجميع." تحدثَت بهدوء، ونظرت إلى المريض المُصاب. سِرتُ أمامها بصمت متوجهةً للحوض، لأغسِل يداي.

انتقلتُ إلى الجانب وأعطيتُها المساحة لفعلِ الشيء نفسه.

وقفتُ بجانب الحوض في انتظارها بينما هي تُنظِف وتُدندِن لحنًا باتت تُدندهُ لفترة، إنها سعيدة جدًا مؤخرًا، هذا بشكلٍ بديهي بسبب جاهيون.. يُسعِدها والحبُ الذي يُشع منها كئيبٌ لي، لقد شجعتني مُسبقًا قائلةً لي أن القُبلة على الوجنه عبارة عن خطوة شُجاعة، بل كانت خطوة عظيمة! كانت حازمه!

لَكِن برغمِ ذَلِك، لماذا أشعرُ باليأس؟ لا يوجَد رسالة واحده ولا مُكالمة أو حتى رسالة صغيرة مررها عن طريق جونجكوك، هوسوك مفقود في العمل، ولا أحد يُريد الاعتراف بذَلِك، إذا لم يكُن يكرهني مِن قَبل فهو يكرهني الآن.

The Serendipity of Things. | JHWhere stories live. Discover now