«4» | إعمَلي مَعي

1.9K 273 118
                                    

يَجِبُ أن يَكون جيراني أصماء حتى لا يسمَعوا أنين السبعَة رِجال وهُم يَدخلون المبنى، همهمات الألم والتنَفُس الشَديد كانَت كافيَة لِجَعل أيُ شُخص يفتَحُ بابَ شقَتُه ويُلقي نظرَة، لَكِن لِحُسن الحَظ، تمكنا مِنَ الوصول إلى المِصعَد الصَغير، الأمرُ الذي جعلَني مَضغوطَة قليلًا في الجدارُ المعدَني البارِد.

ضغطَ جونجكوك على زِر الطابَقُ الصَحيح كما لو كانَ هو مَن يَعيشُ هُنا بنَفسِه؛ كنتُ سأُلقي بَعض التَعليقات الساخِرَة على هذا، ولَكِن كانَت هُناك سحابَة كَثيفة مِنَ التوَتُر، أخَذتُ نفسًا عميقًا ونظَرتُ إلى يساري عِندَ الرَجُل الذي كانَ يَميل على يونجي للحصول على الدَعم، كنتُ قادِرَة على رؤية وَجهُه مِنَ الجانِب، لَكِن هو كانَ يُحافِظ على نظرتَهُ للأمام.

أثناء دِراسَة جانِب وَجهُه الوَسيم، حدقَت بي عيون جونجكوك التي كانَت تتنقَل بينَ الرَجُل وبَيني؛ حدقَت عيناي الكَبيرتان في عينَيهِ بفضول، ورأيتُ عينَيهِ تومِضان جيئةً وذهابًا بينَ الرَجُل وبَيني، كانَ على وشَكُ فتحَ فَمِه ليَقولَ شيئًا عِندما إنحسرَت أبوابُ المِصعَد على الجانبين، لتَكشِف عَن الممَر الذي في نهايَتهِ شقَتي، فلَتُ بجسَدي وخرَجتُ مِنَ المِصعَد، هرَعتُ نحوَ الباب ومفاتيحي بالفعلِ في مُتناوّل يَدي.

فتَحتُ البابَ بِسُرعَة بينما أُشيرُ للرِجال ورائي بالدخول سريعًا قبلَ أن يرانا أحَد، أغلَقتُ الباب ثُمَ ركَضتُ إلى غُرفَتي وألقَيتُ حَقيبَتي على الأرض، نظَرتُ إلى خِزانَتي ودفَعتُ ملابسي جانِبًا بقوة مِما جعلَ مِن بَعض الملابِس والعلاقات أن تقَعُ أرضًا، لَكِن لَم أكُن مُضطرة لإحضارَهُم، أخَذتُ حَقيبَة مُعِداتي وهرَعتُ مِن غُرفَتي إلى غُرفَة المَعيشة حَيثُ انتشرَ الرِجال السبعَة، جلس جونجكوك على الأريكة معَ يونجي بينما كانَ الباقون إما يَجلِسون على الأرض أو جالسين بأجسادهِم مائِلة على الأرائِك.

وضَعتُ حَقيبَتي الطبية وذهَبتُ بِلا كلام إلى غُرفَتي مرَة أُخرى، لا أحَد يَقول شيئًا، كانَ تنَفُسهم الشاق يتخطى ما سيَكون بمثابَة صَمتٌ مُحرِج؛ أمسَكتُ بالقفازات وأكياسُ القِمامة البلاستيكية السوداء وبَعضُ الأدواتِ الأُخرى، عدتُ للخارِج وبدأتُ بفعلِ نَفس الخطوات التي قمتُ بِها معَ جونجكوك، حدَقتُ في الرَجُل الذي كانَ مُقدَر لَهُ أن يَكون رَفيقُ روحي، يُحَدِق نحو السَقف، مُتجاهِلًا تَقريبًا حضوري بالكامِل.

تنهَدتُ بِعُمق وقرَرتُ النظرَ نحوَ جونجكوك والذي بدَورِه نمَت عيناهُ على نطاقٍ واسِع ورفعَ حاجِباهُ ونظرَ بعيدًا بدونَ قَول أيُ شَيء، نظَرتُ إلى جيمين،  الشاب الذي أدرَكتُ الآن أنَهُ يُمسِك بجانِب ذِراعه العُلوي، ويتسرَبُ الدَمِ مِن خِلال أصابِعه ثُمَ على طولِ مِرفَقِه، نظَرتُ صوبَ سوكجين و يونجي وإنتقلَت عَيني إلى الرِجال الآخرين أيضًا، أُحَلِل إصاباتهُم في رأسي لأُخَطِط ماذا سأفعَل، أخيرًا... عَيني تستَقِرُ على الرَجُل ذو الشَعرِ البُني، جرحٌ كَبير على صَدرِه وأخَر أصغَر على رقبَته، كانَت شفتَهُ تَنزِف وكانَ مُصابًا بكدمَة فوقَ حاجِبُه، الطَريقة التي جلسَ بِها على الأرض، ساقٌ واحِدة مُثبتَة وذِراعَه يستَريح فوقَ رُكبَته، والساقُ الأخرى مُمددَة على الأرض.

The Serendipity of Things. | JHWhere stories live. Discover now