«10» | مزحة جادة

2.1K 260 264
                                    

"المَعذِرة؟" علَقتُ بينما أُحَدِق في وَجه هوسوك، أجلِسُ على طاوِلة دائرية كَبيرة في مُنتصَف الغُرفة، وجودي في 'مقَرهُم' لَم يَعُد بالأمرُ الغَريب بعدَ الأن؛ وقفَ هوسوك أمامي، نظراتُه الباردة مُثبتَه علي في توَقُع، اختفى جيمين في أحدُ الأروقه التي لا ازالُ أجهلها أنا، وكانَ الآخرون يَقومون 'بالعمل'.

"عملياتُ السوق السوداء" كرر.

وجهي يُصدِرُ تَعبيراتُ النفور بشَكلٍ سَريع:
"مِثلَ...زراعَةُ الأعضاء؟"

إيماءة كانَت كلُ ما أجابَ بِه، ليَترُكنا في مُسابقة صامِتة للتَحديق؛ جلَستُ هُناك ما زلتُ في ملابسي خاصَةُ اليَوم، قَميصي وتَنورَتي، بالنسبَةِ لهوسوك فكالعادَة يعمَل في ثيابِه السوداء بالكامل، أزرارُ قَميص العُلوية تُرِكَت مَفتوحه.

عِندما قال هوسوك إنَهُ بحاجة إلى طَبيب، لَم يَكُن يتحدَث عَن طَبيب فقَط يُعالِج إصابات فَريقه، بَل يُريد طَبيب ليُشارِك بِه في السوق السوداء.... صَمتي المُفاجئ يُلاحظهُ هو، يرفَع حاجباه ويبتَسِم بسُخرية. ويومض في وجهي ببطء.

"سنَقسِم الأجر 50-50، سأُحضِر العمليات لَكِ ويُمكِنُكِ اختيارُ أيٌ مِنها تَقبلين وأيُ تَرفُضي، ويُمكِنُكِ جدولتهُم، وسأحصُل على الدفعات" يوَضِح.

"لَم أكُن أعتَقِد أنَ عمَلي هُنا قَد يُصبِح غَيرُ قانوني أكثَر" تمتَمتُ بينما أفركُ وَجهي بكفاي؛ في داخلي أشعرُ ببَعضِ اليأس.. إن رحَلت فسيَقتلُني لأنَني بالفعلِ أعلَمُ الكَثير، كيفَ لطَبيبة مِثلي أن تُلقى في مَوقفٍ كهذا؟ لَكِن ماذا كان عساي أن أفعَل؟ لَم أدرُس سنواتٌ طَويلة في كُلية الطب لكي في النهاية أتجاهَلُ مُصاب على الطَريق... كانَ علي أن أنُقِذُ حياة جونجكوك؛ لَكِن السؤال الأهَمُ هو..

إن كنتُ أعرِف منذُ البداية مقدارُ المتاعبِ والكوارِث التي كانَت ستأتيني مِن وراءِ مُساعدَتُه.. هل كنتُ لأُساعده؟

"أيَتُها الطَبيبة، لا أعتَقِد أنَكِ تتفهَمين نطاقُ عمَلي الكامِل بَعد، وأنا لن أُعطيكِ التفاصيل، لَكِن أوَدُ منكِ أن تتذكَري أنَكِ وجَدتِ جونجكوك برصاصة في جنبه."

أرجَعتُ جسَدي للوراء لكي أستَنِد على الكُرسي، يداي على ذراعي الكُرسي: "أوه، ثِق بي، لَم أنسَ" أقول بصَوتٍ أعلى قليلًا.

جلسنا في صَمتٍ قَصير آخَر للحظات، حينها فتحَ هوسوك المُجلد الأصفَر الذي سبقَ وأن كانَ يقرأُ مُحتواه، أخرجَ أوراقًا مُختَلِفة مِنَ المُجلَد وبدأ مسحها ضوئيًا في الماسِحة لفترة وَجيزة، راقَبتُه عَن كثَب، لَستُ مُتأكدة مِما أُفَكِر فيه.

The Serendipity of Things. | JHWhere stories live. Discover now