«5» | اللامُبالاة

1.8K 259 55
                                    

أخرُج مِن غُرفَة الجراحة بينما أنزِعُ قُفازاتي وأُزيحُ قناعَ فَمي لأسفَل ذَقني

"عمَل رائِع أيَتُها الطَبيبَة تشونج" قالَ الطَبيبُ 'لي'، بينما يَنزِعُ قُفازاته، لا أستَطيعُ الإجابَةِ عليه بسبَبِ شرودي نَحو أرضيَة المُستشفى.

"طَبيبَة تشونج؟" يُكَرِر، أدَرتُ رأسي بِبُطء للنظَرِ إليه، عَيني تستَجوِبه.

ابتسامةَ صَغيرة نمَت عليه: "يَبدو أنَكِ خرَجتِ مِنَ الأرض" قال لأتجاهله، فقَط إيماءة بالاتفاق؛ أدَرتُ ظَهري لَهُ وسِرتُ في ردهَة المُستَشفى، تجاهلتُ ندائات 'لي' ورائي، كانَ عَقلي شارِد وعلى الرُغمِ مِن أنَني تمكَنتُ مِن إجراءِ هذه العملية التي استغرقَت خَمسُ ساعات، إلا أنَ عَقلي لا يزالُ غيرَ مَوجود تمامًا.

' أنا لا أُريدُ رَفيقَة روح'

لقَد قالَ ذَلِكَ حقًا... لَم يَكُن يُريدُ حتى أن يَعرِفَني؟ لَم يَخفِق قلبه لي؟ لَم يَكُن سعيدًا حتى برؤيَتي؟ لم يَكُن فضولي حيالي على الإطلاق، بالكادِ حتى كانَ يَنظُر إلي؛ هل هو حقًا لا يُريدُ رَفيقَ روح؟ أم هَل لدَيهِ بالفِعل شَخصٌ مُتعَلِق بِه الأن؟ أم إنَهُ لا يُحِب مَفهوم رُفقاء الروح مِنَ الأساس؟

دخَلتُ غُرفَة خَلعُ الملابِس وجرَدتُ نَفسي مِن ثيابِ العملية المُلطخة بالدِماء، وألقَيتُ بهِم في صَندوقِ النفايات، فقَط أقِفُ بحمالة الصَدر وسِروالي الداخلي، أنتقَلتُ إلى خِزانَةُ الملابِس وأمسَكتُ بمِنشفة أحضرتها مِنَ المَنزِل، نزَعتُ ملابسي الداخلية ولفَفتُ المِنشفة حولَ جسَدي.

بعدَ الاستحمام، عَرِفتُ أنَ كلُ ما تبقى لي اليَوم هو بَعضُ الأعمالِ الورَقية، ألقَيتُ نظرَة على الساعَة، إنها الساعَة 9:42 مساءً، سأكونُ في مكتَبي بقيَةُ الوَقت لملء التقارير، هذا بالتأكيد سيُبقيني مشغولة حتى الساعة 11:30؛ إرتدَيتُ بِنطالي الأبيض وقَميصي الأحمَر وفوقَهُم مِعطَفُ الأطباء الأبيَض، غادَرتُ غُرفَة تَبديل الملابِس.

طوال الوَقت الذي كنتُ أسيرَ بِه، شعَرتُ أنَ عَقلي وجسدي لَم يَكونا بنَفسِ الطاقَة، كنتُ بالكادِ أستَوعِب الأشياء مِن حَولي وأنا أتَجِهُ نحوَ مكتَبي، لَم تَكُن الممرات صاخِبة كما كانَت في وَقتٍ سابِق اليَوم.

كانَ المَرضى يستَعِدونَ للنَوم، وكانَ الأطباءُ يستَعِدونَ للمُغادرَة حتى يتمكَن أطباءُ المُناوبَة الليلية مِن أخذِ أماكِنهِم، سِرتُ إلى الممَرِ الطَويل ثُمَ إنعطَفت يسارًا نحوَ مكتَبي

"إلكي!"
قُبِلتُ بـجيني التي كانَت تتَكيءُ على الحائِط بجانِب بابُ مكتَبي، بذراعيها المُتشابِكان وقفَت هُناك وكأنها عارِضَة أزياء، شعرها الطَويل مرة أُخرى في ذَيلِ حِصان في حين كانَت ترتَدي الكَعب الأسوَد الذي يُكَمِل بِذلتها الزرقاء الداكِنَة تحتَ مِعطفها الأبيَض.

The Serendipity of Things. | JHWhere stories live. Discover now