16.

204 24 94
                                    

"أردت فقط التجول حول المكان، لعلني أتذكر شيئاً، ألست حارسة؟ لابد و أنني مارست الرياضة كثيراً حول هذا الحي" أجابت و هي تتقدم لتقف بجانبه.

"و هل توصلتي لأي شيء؟"

" لا شيء مهم سوى شعور لطيف أن المكان مألوف"

"هذا جيد" أجاب

تنهدت الاخرى و هي تساعده في ترتيب المائدة، و تفكر بكل تلك الذكريات التي بدأت تستحضرها
مؤخراً.

هي ترغب بإخبارهم جميعاً حول ذلك و لكن... ماذا لو كانت ذكرياتها ستجعلهم في خطر حقيقي، كخطر الحادث؟ ماذا لو كان أحدهم جاسوساً ينبغي الحذر منه؟ ماذا لو! و ماذا لو! و الكثير من ماذا لو، جعلتها آكثر عزماً على تمثيل النسيان.

******

"داهيون" نادت سوهيون على الشاردة فانتبهت لها الاخرى بين أوراقها و قد استيقظت من أحلام اليقظة تواً "كيف هي المعيشة في بيتك؟ هل ساعدت؟"

"ليس حقاً، لا زلنا في اليوم الأول، و لكنني أشعر بالؤلفة"

"هذا مؤشر حسن، لا تجبري نفسك كثيراً" ربتت على كتفها تختم الحديث مغادرة، لتترك الصغيرة في حيرة.

عادت إلى أحلام اليقظة، تفكر بجد في الذكريات التي وجدت طريقها إلى ذاكرتها أخيراً، كانت في الثالثة من العمر حين توفيت و تولى والدها الشديد تربيتها.

لم يخبرها يوماً عن سبب وفاة والدتها، و لم تجرؤ على الالحاح.

تذكر أيضاً أنها حلمت، حلمت أن تمتلك مخبزاً هادئاً في حي هادئ بعيداً عن الضوضاء و الدماء، لكنها كان سرها الصغير، الذي لم تبح لأحد به، بل و امتلكت الكثير من الصور و المخططات، لكن أين؟ أين خبأتها؟ لا تذكر لا زالت بعض التفاصيل ضائعة.

و بحسب الذكريات التي عادت، فلا صديق و لا حبيب ينتظرها، و قد كانت علاقاتها كلها عبارة عن عمل، فوالدها لم يسمح يوماً بأفراد "بلا فائدة" على حد تعبيره ليكونوا اصدقائها.

تذكر أيضاً حياتها المملة الرتيبة، استيقاظ مع بزوغ الفجر، رياضة حتى الضحى، فطور متكامل، الذهاب إلى العمل و الاجتماعات الانهائية، العودة مجدداً في الليل، العشاء،. التدرب على القتال حتى موعد النوم، ثم النوم، و ننوه أنها ذكريات بلا خلفية فهي غير واثقة إن عاشة هذه الرتابة في هذه الشقة أم لا.

لكن هذا لا يفيد، كلها ذكريات عنها لا تمد لضحايا الحريق أو القضية ابداً، لا زالت الذكريات المهمة ضائعة.

الشاهدة ¦ The Witness||H. MHWhere stories live. Discover now