1.

1.9K 137 464
                                    

" هل كل شيء بخير؟"

سأل الضخم بصوته الرجولي، ينظر بطرف عينه للواقفة بجانبه و قد انهت مكالمة دامت لعدة ثوانٍ للتو

"أجل سيدي"

اكتفت بكلمات رسمية قصيرة و واضحة.

" جيد ، اليوم يوم مهم جداً و أنتِ تدركين ذلك، هذه أول مهمة لك، افتحي عينيك على اتساعهما و لا تسمحي بمرور بعوضة دون انتباهك"

"بأمرك سيدي"

قالت بثقة، فقد تربت منذ ولادتها على القسوة و الشدة و الالتزام.

فلم تجرأ يوماً و لا حتى في أيام طفولتها المبكرة، على دعوة صاحب العضلات الضخمة أمامها بأبي.

لقد كان دائماً سيدها، و لم يكن يوماً أباً.

توفيت والدتها، و آخر أمل لها في حياة بعيدة عن السياسة و الجبروت الوهمي بعد ولادتها بثلاث سنوات.

لم تسمح لافكارها بأن تأخذها بعيداً، فكما قال ابوها، أو سيدها، كما يفضل علاقتهما، فقد تم تعيينها للتو في فرقة الحرس الخاص، برئيس حزب مينجو المعارض، أحد أكبر الاحزاب السياسية و اقواها، حيث أن رئيس البلاد هو عضو فيه.

و قد اختيرت لهذه المهنة لأسباب عدة، قد يظنها البعض ظالمة، و لكنها تبقى نقاط قوة لصالحها، حيث أن والدها و جدها قد عملوا بهذه المهنة و برعوا فيها، فلم يسبق أن سجل في تاريخهم قصور اصيب به من يحموه، و قد جنت عائلتها ثروة ضاعت هباءً، حيث لم يكن منهم من يهتم للمال و لا انفاقه، فتجدهم يعيشون في شقق صغيرة، بينما حساباتهم البنكية تكاد تنفجر من المال المتكدس فيها دون أن يعيروه اهتماماً.

والدها كان قاسي القلب، يجد بالقوة كل شيء، فلم يسمح أن تكبر وريثته الوحيدة ضعيفة، فكان يرسلها إلى كل نوادي الفنون القتالية، و خلال سنيتن أو ثلاث، تحصل على أعلى الأحزمة، فلا تعاود ممارسة تلك الرياضة أكثر من مرتين كل شهر، و الآن بعمر الواحد و العشرين، هي تجيد الكراتيه، و التايكواندو، و الجودو، و الكونغ فو، و استخدام السيف بالطريقتين اليابانية و الاوروبية، و في كلية الحرس الخاص، تعلمت حمل كل أنواع الأسلحة، المسدسات، و البنادق الحديثة و القديمة، نكذب إن قلنا إنها أتقنتها تماماً و لكنها توظفها بشكل جيد حين تتعارك مع أحدهم، فرغم ذكائها و قوتها إلا أن القدرات البشرية ستبقى محدودة .

و ذكائها الذي اثبتته بتفوقها على كل الأسئلة التي تذاكى بها معلموها ظانين انهم يقيمون إنساناً و علمه ببضع أسألة يختارونها على هواهم، فكانت تحصد الدرجات كما تفعل الحصادات في حقول القمح، ثم ترصها في ورقة تقدمها لسيدها بأدب نهاية كل فصل دراسي كئيب روتيني، تحت مسمى "شهادة".

الشاهدة ¦ The Witness||H. MHDove le storie prendono vita. Scoprilo ora