10.

273 43 225
                                    

لا يدري كيف و لماذا يقف الآن محني الرأس متردداً أمام باب منزل دونغهو، أخذ نفساً عميقاً، ثم رفع يده بضعف و قرر أن يطرق ثلاث طرقات متوسطة القوة، ينصف بها نفسه المحتاجه و نفسه المهذبه.

"قادم" أربع أحرف أعادة شعور الحياة إلى جسده و الدموع إلى مقلتيه، ثوانٍ قبل أن يفتح الباب ، و يجد دونغهو يقف أمامه ببنطال مخطط رمادي اللون و فانيلا داخلية بيضاء تظهر عضلاته المتناسقة و وشومه العريقة

"مينكي؟" قال متعجباً، فهما قد افترقنا منذ ساعة و نصف تقريباً، و ها هو يراه مجدداً بحال أسوء مما تركه."تفضل" قال يفسح المجال لشبه الجثة الباكية شبيه مينكي للدخول

دخل مينكي، و فور أن استقر على الاريكة رفع الكيس قليلاً و وضعه على الطاولة أمامه و هم يهمس "هل أستطيع إزعاجك قليلاً"

"ماذا هناك؟" رد دونغهو بينما يرتب بعض الأشياء، قبل أن يستقر بجانبه ينظر في عينيه الدامعة و كم آلمت قلبه.

لم يجب مينكي، و لكن يده امتدت نحو الكيس بعد أن ازاح عينيه الامعتين بعيداً عن مرمى نظر رفيقه و اخرج علبتين قدم إحداها لدونغهو، يسأله إن كان راغباً بمشاركته الشرب لهذه الليلة.

فهم دونغهو أن مينكي يريد التحدث و لكن يحتاج لبعض الوقت، لذلك قبل دعوته للشرب معاً، فأخذ العلبة منه، و شرد بها يتأملها لثوانٍ، قبل أن تتشجع انامله و يفتحها، و حين سمع مينكي صوت علبة رفيقه تفتح، فتح خاصته أيضاً، و تجرع نصفها مرة واحدة، ثم ارتخى على الاريكة.

كان دونغهو أكثر تمهلاً، فخلال الوقت الذي شرب فيها دونغهو نصف علبة كان مينكي على وشك إنهاء الثالثة.

"لقد تعبت" همس مينكي أخيراً، بوجه محمر و عيون ناعسة، لم يعقب دونغهو مفسحاً له المجال ليتحدث "أنت تعلم أن عائلتي ثرية!" قال يكمل كلامه، ثم تابع دون أن ينتظر رد دونغهو "عندنا ولدت، ألقت بي أمي عند مرضعه فقيرة، و جعلتها تربيني لعدة سنوات، ثم بعد أن بلغت العاشرة كنت قد اعتدت على المعيشة هناك و كل ظني أنه مكاني الحقيقي، لشدة ما اغدقتني تلك الأم بالحب و الحنان، و لكن أمي البيولوجية تذكرتني فجأة، و سحبتني من هناك" أخذ رشفة من علبته" كان ذلك حين توفي جدي و هو كما فهمت، رجل قاس يحمل الكثير من الأفكار ' المتخلفة'، و ليحصلوا على أكبر نصيب من الورثة قاموا بالإفصاح عن وجودي، اذكر الكثير من اختبارات الحمض النووي التي اغرقوني بها، و ذلك لأن جدي أوصى برئاسة الاعمال لأول إبن - من بين عمي و أبي- يحصل على طفل ذكر، حيث أنهما اخوان غير شقيقان كما تعلم، و كان ذلك الطفل الذكر المبارك هو انا " هزء من نفسه بإبتسامة ساخرة تبعت آخر جملة، تأمل علبته التي قاربت على الانتهاء و ارتشف منها" أمي أهملتني، أهملتني كثيراً، لدرجة أنها لم تتفقد حالي يوماً و كانت فقط تدعوني للطعام و الاجتماعات بغرض تنبيهي أو السؤال عما يخص ظهورها أمام الناس كأمي، مثل تحصيلي في المدرسة - و التي كنت اعاقب عليها بشدة إن لم تكن كلها كاملة - و إن احتجت إلى ثياب" شرب آخر ما بعلبته الثالثة ثم قال" أتعلم! حين كنت في الثالثة عشر، أخبرتني إحدى الخادمات القديمات بينما تثرثر، أن أمي لم يعجبها حملها بي و كانت تخفي بطنها عن الناس جميعاً و أنني لم أكن أكثر من انتفاخ مقرف يفسد جمالها، و لولا خوفها من كلام الناس إن أجهضت، لكانت رمت بي منذ معرفتها بوجودي"

الشاهدة ¦ The Witness||H. MHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن