14.

244 34 133
                                    

كان الحفل يسير على ما يرام، و الجميع سعيد بتبادل الأحاديث بعد أن انهكهم الرقص، في حين كان الحضور من معارفهما كانوا يتهافتون حتى امتلأ المقهى الصغير.

"حان وقت رقصة العروسين" هتف دونغهو بحماس بثه في من حوله، فبدأ هتافهم يتعالى مما جعل كلاً من سوجين و مينكي بلا خيار، فتقدما الى حلبة الرقص و قد خفتت الأضواء .

انطلقت الموسيقى الهادئة، و كلمات الحب المعسولة و الوعود الهائمة تنساب نحوهما تلفهما بسحرها، إلتفت ذراعيه حول خصرها النحيل بلطف يقربها نحوه حتى التصقت به فبدا فرق الطول المثالي بينهما، و قد غرق جسدها الضئيل بين منكبيه العريضين، تشبثت برقبته بكلتا ذراعيها تلفهما حوله، اجسادهما تمايلت على الانغام الهادئة.

تحولت وضعية الرقص الى عناق متحرك، حين ارخت سوجين رأسها على صدر مينكي و دفن الاخر وجهه قرب نحرها، و قد غابا في عالم من النقاء أبيض اللون يحجبهما عن العالم و كأن ما من بشر غيرهما

كان كل منهما يشد في عناق الاخر كلما تدفقت كلمات الاغنية معبرة عما في دواخلهما.

و كأي وقت جميل، إنتهت الاغنية بسرعة، و انفصل الحبيبان بوجهين متوردين حرجاً، بعد أن ذكرتهما أصوات الهتاف و التصفيق حولهما انهما ليسا وحيدان.

تلاشت إبتسامة مينكي التي لم تفارقه طوال الحفلة و دب الرعب في أطرافه و لم تكن سوجين أفضل حالاً و قد كادت تنهار لولا تمسكها بذراع حبيبها، و هما ينظران إلى المرأة في أواخر الاربعين بفستانها الاسود الانيق تمسك يد زوجها، الذي يناهز الخمسين من العمر، تتأبط ذراعه و يصفقان للعروسين مع نظرات تشتعل ناراً.

"يا لك من كاذب تشوي مينكي" شددت المرأة على اسمه ثم اردفت بعد أن استنفر كل من عرفها "قلت أنك مثلي الجنس و لكن... ثدي الجميلة هنا... يقول عكس ذلك "

اقتربت من سوجين بضع خطوات مما حفز مينكي ليسحب سوجين خلف ظهره يحميها و مينهيون تقدم ليقف أمامهما.

ابتسمت السيدة تشوي ساخرة على تجمع فريق التحقيق بأكمله خوفاً من امرأة عجوز مثلها.

"على كل حال لست هنا من أجلك بل لأوصل هذه الرسالة " قالت أخيراً و هي ترمي بمغلف نحو مينهيون خصيصاً، و الذي التقطه و هو يسمع اعتراض آرون المتعجب  " هنا و الآن!" و كانت
إجابة السيد و السيدة تشوي إبتسامه غامضة ثم غادر المكان، آخذين معهم شمعة السعادة و السلام و تركا فريق التحقيق في حالة من الظلام و الحيرة.

******

غادر المدعوون الحفل حين احسوا بإختلاف الجو المحيط و تركوا فريق التحقيق و من معهم متجمعين حول إحدى الطاولات تغطيهم غمامة من الآسى.

الشاهدة ¦ The Witness||H. MHWhere stories live. Discover now