2.

634 78 195
                                    

رفع يده بكسل نحو المنبه المزعج الذي ايقظه دون رحمةٍ يغلقه، ثم سحبه يحتضنه بين ذراعيه، يرفع جذعه بكسل ليستقر جالساً بين فوضى سريره الخفيفة، فقد كان دائماً مرتباً حتى في طريقة نومه.

أمسك بالمنبه يتأمله معطياً دماغه فرصة ليستعيد تنشيط النائم من اجزائه.

"تباً ، لم أنم بما فيه الكفاية"

قال ينظر إلى الساعة التي تشير إلى الخامسة صباحاً، وقت استيقاظه المعتاد، يتبعها اسلوب حياة منظم أحبه و تأقلم معه.

و رغم التعب الذي يشعر بأثره في رأسه كمسمار تدفعه مطرقة، إلا أنه لن يفرط بنظامه.

انزل قدميه من السرير و حشرهما في خف من البلاستيك باللون الأزرق الغامق على طرفها نحو الخارج صورة لثعلب أحمر، فلطالما شبهه رفاقه به، حتى أحبه و أصبحت جزءاً منه.

بخطوات مترنحة خطى نحو الحمام، يقضي حاجته، ثم يغسل وجهه ليحافظ على وسامته، و لأنه يفزع من فكرة أن يصاب بمرض لقلة عنايته بنفسه، غسل أسنانه جيداً لخمس دقائق، ثم خرج ينشف وجهه بمنشفة علقها على شبكٍ للغسيل في شرفته، فقد قالت له أمه يوماً أن الشمس أفضل طريقة للتعقيم.

و لم تكن مخطئة، فإن الأشعة فوق البنفسجية التي تبعثها نحو الأرض تقتل الجراثيم، كما قرأ في البحث المنشور على الإنترنت قبل عدة سنوات حين أنتقل لسيؤول و بدأ يعيش وحيداً.

عاد مجدداً لغرفته، ليخطوا نحو باب صغير بالكاد يتسع له في زاويةٍ صغيرة مقابل الباب.

الباب كان لخزانة ملابسه، فرغم أنه عمل كشرطي عادي حتى بضعة أشهر مضت، و قد برز قبل سنتين فقط، الا أنه لن يبخل على نفسه و سيعيش كما يفعل الاغنياء و المشاهير، لذلك هو يعمل بجد للحصول على إيجار شقته المبهرجة هذه، و نتاج عمله الجاد كانت ترقيته للوحدة الخاصة، و التي تخوله للحصول على مال أكثر و تخفيض لايجار الشقة.

لا ينكر أنه استعان بنفوذ بعضٍ ممن حل قضايا سابقة لهم بذكائه و حنكته، و لكنه يستحق أن يكون في مكان أفضل، فهو على العكس من أغلب زملائه، لم يدخل سلك الشرطة لانه ليس جيداً في الدراسة، أو لانه فقط أكسل من أن يدرس و يفضل العمل اليدوي.

لقد درس جيداً في كلية الحقوق في الولايات المتحدة، بعد أن عمل للحصول على المنحة، كان يركز على القانون الجنائي و ركز أكثر على العالمية منها، و حين عاد إلى كوريا، استخدم ذكائه و علمه ليصل إلى قلوب و عقول الناس من حوله، فكسب ثقتهم ببضع كلمات و بضع حركات.

لم يغفل عن أهمية المطالعة فقد كان يدرس علم النفس، و علوم الطبيعة، و اللغات، و الترميز، و لم يهمل التاريخ و الجغرافيا و العلوم الاجتماعية و كل كتاب يقع تحت يديه كان يقرأه بتركيز.

الشاهدة ¦ The Witness||H. MHWhere stories live. Discover now