9.

403 47 341
                                    

كانت سعيدة جداً بدخول المنزل بعد وقت طويل ، رغم أنها تشعر بالخوف قليلاً.

"أفكر بتحضير شيء خفيف، ما رأيك بحساء مع بعض الخبز المحشو؟"
قال مينهيون بعد أن أغلق الباب و دخل

"سيكون جيداً، فأنا لا أشعر أن معدتي على ما يرام"

"اتفقنا" قال مينهيون في طريقه إلى المطبخ بعد أن نزع سترته

"ألن تبدل ثيابك أولاً؟ قد تتسخ!"
سألته تهم بدخول الغرفة لأخذ بعض الثياب و تبدلها في الحمام كما اعتادت

" لا إن ملابسي متسخة بالفعل، فلا بأس إن ازدادت إتساخاً، فأنا سأغسلها "

لم تكن هذه عادة يتبعها مينهيون النظيف، و لكن داهيون لم تعقب، أما منيهيون فقد كان يشعر بالتقزز من نفسه، فهو لم ينظف نفسه منذ يومين كما ينبغي، و لشدة قرفه من نفسه فقد غطى شعره و فمه و هو يطبخ.

رغم إنه متقزز من نفسه هكذا و لكن تبديل ثيابه لن يعطي نتائج أفضل، فالمقرف في حياته هو جسده و ليست ثيابه فحتى و إن بدلها بأخرى نظيفة فهذا لن يغير حقيقة أنه وَسَخَ النظيفة بجسده الوسخ، و هو يدرك أن داهيون جائعة، فلا يمكنه تركها على حالها و بجوعها ريثما يأخذ حماماً لا يظنه سيستغرق أقل من ساعتين، فقرر أن يحضر الطعام أولاً ثم يذهب للاستحمام

******

"هل أساعدك؟"
سألت داهيون و هي تدخل المطبخ ببطء و قد بدت شاحبة له أكثر مع منامتها الصفراء المخططة بالابيض.

"لا ، أنتي متعبة، لقد جهزت لك الاريكة، اذهبي لتستريحي عليها"

"و لكن..."

"داهيون!" كاد يصرخ منزعجاً، هو الهادئ الذي لم يسبق أن انزعج منها. "هل عاد إليك شعور عمرك الحقيقي؟" سآل ساخراً بنبرة منزعجة قليلاً.

"في الواقع..." ثم صمتت تنظر نحو الأرض و يديها خلف ظهرها و تتأرجح على قدميها، التفت اليها مينهيون ثم قال بنبرة مندهشة
" أحقاً؟ "
اومأت إيجاباً مسح على جبينه بأطراف أصابعه السبابة و الوسطى

" حسناً إذهبي إلى الاريكة لترتاحي الآن، و سنناقش في هذا بعد الطعام "
شعرت داهيون بإنزعاج مينهيون، و شعورها بالتعب جعلها تستمع إليه، فتركته و ذهبت إلى الاريكة لتجده قد جهزها لها كما تحب، و سادة لظهرها كبيرة و بطانيتها المفضلة ذات الاكمام على شكل دب باندا.

شعرت بشعور غريب، و كأنها سعيدة برؤية ذكرياتٍ من طفولتها بعد سنوات رغم أنها اشترت هذه البطانيه منذ أسابيع قليلة فحسب.

الشاهدة ¦ The Witness||H. MHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن