الثاني

75K 1.5K 167
                                    


الفصل الثاني..
مالك المصري..
✍️نسمة مالك✍️..

.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..

سمعت مقولة ذات مرة تقول:
"إنَّ العقلَ أبُ القلب، وإنّ القلبَ ابنٌ عاق، دع الأب يأدّب إبنه دائماً، حتى لا يضلّ!"..
و هذا ما ينوي "مالك" فعله مع حبيبته العنيدة التي لا تُبالي لعشقه لها على الإطلاق ..

تأهب جميع الحراس و سارعوا نحوا باب الفيلا الخارجي و قاموا بفتحه على مصراعيه لتدلف منه سيارة الوزير" غفران المصري " الذي وصل للتو من السفر، كان" مالك" بطريقه للخروج سيارته لكنه توقف بمكانه، غادر سيارته و وقف باستقبال والده فور وصوله..

"حمد لله على السلامة يا معالي الوزير"..
قالها و هو يفتح له باب السيارة بنفسه، و عانقه فور خروجه منها، بادله "غفران" عناقه هذا بحب شديد ربطًا على ظهره ببعض القوة، أبتعد عنه و نظر له بأعين يملؤها الفخر مغمغمًا..
"الله يسلمك يا حضرة الظابط"..
رمقه بنظرة متفحصة و تابع بتسأل قائلاً..
" على فين العزم بدري كده إن شاء الله يا مالك باشا ؟!"..

حك "مالك" لحيته و هو يجيبه بابتسامة مشاغبة..
"عندي مشوار سريع كده هخلصه و هرجع على طول" ..

"أوعى تقول إنك رايح عند فارس؟"..

اتسعت إبتسامة" مالك" و حرك رأسه بالإيجاب و هو يقول ..
"حمايا حبيبي لازم أروح أصبح عليه "..

فتح" غفران" فمه ليتحدث لكنه أغلقه ثانيةً و اعتلت الدهشة ملامحه حين قالوا أبناءه "زين، فهد"طلاب بكلية الشرطة و" فارس" ثانوية عامة ..
"جاين معاك يا مالك"..
جاءوا يركضون نحوهما بخطوات مهرولة، وقفوا جميعهم أمام والدهم الذي يتطلع لهم بغضب مصطنع يخفي خلفه فرحته الغامرة بهم، و بهيئتهم التي تدخل على قلبه السرور، أطفاله الصغار أصبحوا رجال اشداء.. أقوياء يخطفون القلب قبل العين..
"حمد لله على السلامة يا وزيرنا يا غالي"..
نطقوا بها و هم يعانقونه واحد تلو الأخر، تنقل "غفران"  بينهم بأعين متسعة مرددًا بذهول..
"كلكم صاحين بدري عشان تروحوا عند فارس!!"..
ضحك بتهكم مكملاً.. "ده على أساس أنه هيسمح لكم تعدوا من باب القصر الخارجي حتى!"..

نظر" مالك" لأشقائه بغيظ و تحدث بهدوء عكس غضبه المشحون قائلاً..
"أنا بس اللي هروح.. زين و فهد لسه راجعين من الكلية و محتاجين يرتاحوا و فارس هيقعد يذاكر "..

قاطعه"غفران"حديثه مردفًا بنفاذ صبر..
" لا أنت و لا هما هتروحوا.. فارس مش عايز يشوف حد منكم و أدى أوامر للحرس عنده لو لمحوا واحد فيكم ناحية القصر يطخوه بالنار"..

انبلجت إبتسامة شريرة على وجوه أبناءه الذين نظروا لبعضهم البعض و تحدثوا بنفس واحد قائلين..
"و مين قالك إن الحرس هيلمحنا! "..
أنهوا جملتهم  و اختفوا من أمامه قبل أن يمنعهم عن تنفيذ مخططهم كعادته، ارتجل كلاً منهم سيارته، و انطلقوا خلف بعضهم نحو قصر الدمنهوري..

مالك المصري Where stories live. Discover now