الفصل السادس

17.1K 382 159
                                    

الفصل السادس..
جبر السلسبيل..
✍️نسمة مالك✍️..

تطاير الغبار عقب انطلاق سيارة "عبد الجبار" عاكسًا غضبه عليها، بعدما هاتفته ابنته الكبري لتخبره ببكاء أن والدتها فقدت وعيها و لم يستطيع أحد أفاقتها، كان قد وصل للتو لمقر شركته، و قبل أن يخطو لمكتبه الزجاجي الفخم، أتاه هذا الإتصال الذي أسقط قلبه أرضًا فهرول عائدًا لسيارته و قاد بها بأقصى سرعة..

نجا من حادث سير بأعجوبة بعدما تمكن من السيطرة على المقود، و أخيرًا صف السيارة أمام باب منزله و قفز منها حين لمح  "سلسبيل" جاثية على ركبتيها بجوار "خضرا" الملقاه أرضًا تحاول أفاقتها..

"خضراااا"
قالها و هو يقطع المسافة الفاصلة بينهما راكضًا، و مال على زوجته يتفحصها بلهفة مرددًا بفزع..
"أيه اللي حُصل!!! "..
زمجر بشراسة مكملاً و هو يتنقل بنطره بين "سلسبيل" و "بخيتة" التي هبطت الدرج، و تقترب عليهم مستندة على عصاها الخشبية،
"مالها مَرتي يا أمه"..

"مخبراش يا ولدي.. هي وقعت لحالها أكده"..
نطقت بها "بخيتة" ببراءه مصطنعة، و من ثم تابعت بشهقة و هي تراه يستعد لحملها..
"يا مُري أنت هتلفحها كيف بچيتتها المفشولة دي.. تقطم ضهرك يا ولدي"..

"و بعدهلك عاد يا أمه".. قالها بغضب، و هو يضع يد حول خصر زوجته، و يده الأخرى أسفل ركبتيها و حملها على ذراعيه بمنتهي الخفة، كأنها لم تزن شيئًا أمام نظرات "سلسبيل" المنذهلة،

فتحت فمها ببلاهة عندما رأته يستقيم بها واقفًا، و سار بخطوات ثابتة لداخل المنزل، لم يضعها على أقرب اريكة كما ظنوا، بل اتجه لغرفتهما الخاصة بالطابق الثاني،

"عيني عليك يا ولدي و على حمولتك التقيلة"..
أردفت بها "بخيتة" و هي تصعد خلفهما، و خلفها"سلسبيل" التي تعض على شفتيها بغيظ منها مرددة بصوت خفيض..
"حرام عليكي يا وليه بقي.. بطلي كلامك اللي زي السم دا يا شيخة"..

"شخشخت ركبك يا عفشه يا بت المركوب"..
قالتها و هي تلتفت لها، و ترفع عكازها تنوي ضربها به كعادتها إلا أن" سلسبيل" فرت راكضة حتي تخطتها و احتمت ب "عبد الجبار" صارخة..
"حوشها عني ونبي يا سي عبد الجبار"..

"كفياكِ يا ااااااامه".. قالها و هو يضع زوجته على الفراش بتمهلٍ، و جلس بجوارها محتضن وجهها بين كفيه، يربت على وجنتيها برفق مغمغمًا..
"خضرا.. فوقي يا غالية.. أني سيبك زينة.. أيه اللي چرالك"..

كانت "سلسبيل " تطلع لهما بابتسامة حالمة، معاملته لزوجته راقتها كثيرًا، أطبقت جفنيها بعنف حين داهمتها إحدي ذكراها البشعة برفقة زوجها القاسي الذي كان إذا رآها مُتعبة زاد تعبها و ألامها بقسوته، و يده التي لم تري منها سوي الصفعات..

" أمه مالها يا بوي!! ".. كان هذا صوت" فاطمة" ابنته التي تحتضن شقيقتها الصغري، و يبكيان بنحيب، فقتربت منهما "سلسبيل" و ضمتهما لها، و بدأت تبكي هي الأخرى..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 21, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مالك المصري Where stories live. Discover now