الرابع

69.7K 1.6K 128
                                    

الفصل الرابع..
مالك المصري..
✍️نسمة مالك✍️..

.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..

"من أجمل الوصايا التي قرأتها هي وصية جبران خليل جبران عندما قال "صدِّقني؛ لو فقدت ما فقدت، لو كسر الحرمان أضلاعك، ستجتاز هذه الحياة كما يجتازها كل أحد، فأختر الرضا يهُن عليك العبور"..

مّر أكثر من أسبوع، أنشغل" مالك" خلاله في مأمورية هامة عاد منها منتصر كعادته، و لكن حالته حقًا مزرية، أُصيب كتفه الأيسر بطلق ناري، و العديد من الكدمات و الجروح متفرقة على كامل جسده، و برغم كل هذا كانت ملامحه تُشع منها الفرحة الغامرة بعدما حقق مراده و تمكن بعلاقاته من إيقاف سفر جميلته العنيدة و هذا أكبر إنتصار بالنسبة له..

كان الوقت فجرًا لحظات ظلام الليل الأخيرة، صف سيارته بعيدًا عن منزله حتى لا يُقظ عائلته و ينصدموا بما حدث له، و خاصةً جدته، شقيقته، و زوجة والده التي تعتبره بمثابة إبنها الأكبر..

سار عدة خطوات بخطي مجهدة حتى وصل لباب الفيلا الخارجي، فأنتصبوا أمامه أفراد الأمن، أسرعوا بفتح الباب له، دلف هو بصمت كالمعتاد ليقابله "حسن" رئيس حرس والده و صديقه المقرب، وقف أمامه و تطلع لهيئته بنظرة يملؤها الغيظ مردفًا بمزاح ..
"تاني يا ذكي! .. قصدي تاني يا مالك روحت للي بيضربوك و خلتهم يعلموا عليك تاني يا أبني!"..

نظر له "مالك" بحاجب مرفوع و هو يقول..
"يعلموا على مين يا حسن .. بفضل الله محدش قدر و لا هيقدر يعملها معايا..صاحبك عمل معاهم السليمة و عباهم كلهم في بوكس واحد"..

تطلع له "حسن" مضيقًا عينيه و تحدث بجدية مصطنعة قائلاً..
" اه فعلاً ما بين على وشك أهو "..
رفع يده وبدأ يُشير على جروحه الظاهرة واحد تلو الأخر مكملاً..
"و على كتفك، و عينك! .. دول بوظوا ملامحك خالص يا أبني.. بس الحمد لله رموشك و شفايفك كويسين.. و الباقي بقي كله بايظ"..
ظهر الأسف على وجهه مكملاً..
"يا عيني عليك يا صاحبي كنا عايزين نفرح بيك أنت و بنت الدمنهوري اللي مطلعة عينك و منشفة ريقك بس خلاص أنت كده بقيت غير صالح للجواز" .

أبتسم" مالك" له إبتسامة خبيثة مغمغمًا..
"تصدق أنت عندك حق يا حسن.. أنا فعلاً غير صالح إلا لجواز بنت الدمنهوري اللي هتجوزها بمزاجها أو حتي غصب عنها مش هتكون لراجل غيري"..
رفع يده و خبط على كتفه و تابع بأسف حقيقي..
" الدور و الباقي عليك أنت "..

تبدلت ملامح "حسن"  للنقيض،رفع يده أمام عينيه و نظر للحلقة المعدنية الملتفة حول أصبعه، تنهيد بحزن و هو يقول.." مقدرتش أرفض طلب أبويا يا مالك ..و طلبه ده بالذات لانه بيعتبر بنت خالي دي بنته اللي مخلفهاش بعد
موت أبوها اللي كان عميد و اغتاله هو و مراته و ساب بنته "فجر" صغيرة مكملتش 7 سنين ..أتربت في وسطنا لحد ما بقت عروسة دلوقتي " ..

مالك المصري Where stories live. Discover now