حكاية 6

1.6K 69 17
                                    

ـ قبي بتليفوني بقولك.
ـ والله ما أعرف تليفون إيه اللي بتتكلم عنه دا.
ـ أنتي هتستعبطي يابت، رجعي التليفون بتاعي يا حرامة أحسن ورحمة أمي ما هيحصلك خير.
ـ أنت إزاي تكلمني كدا؟ أنا مش حرامية ومسرقتش منك حاجة.
ـ بدام أنتي واثقة كدا هاتي دي وإحنا نتأكد من كلامك.
ـ اتفضل الشنطة أهي أنا معنديش حاجة أخاف منها.
بصلي بسخرية وفتح الشنطة وأنا واقفة بثقة بس اتبخرت لما لقيته بيطلع تيلفون من الشنطة وبيبصلي بسخرية، إزاي بس؟!
ـ لا ما هو واضح إنك مش حرامية بدليل إن التليفون في شنطتك.
ـ أنا والله ما سرقته ومعرفش وصل هنا إزاي.
ـ هنعرف كل حاجة في القسم.
ـ قسم؟! لا لا أرجوك أكيد في سوء تفاهم.
ـ مفيش تفاهم يا قمورة التلبفون في شنطتك وــ
ـ محمود!
بصيت ناحية الصوت ولقيت حائط بشري جاي علينا والراجل اللي قدامي اتوتر.
ـ جواد باشا! وأنا بقول الحتة نورت كدا ليه.
بصيتله باستغراب من تغير نبرة صوته ولقيت اللي اسمه جواد خطف منه شنطتي وبصله بنظرة رعبتني أنا.
ـ جاي تتشطر على نسوان حتتك! من إمتى ودا نظام شغلك.
يالهوي، نسوان! أنا حور االي مرتعرفش تشتم، بقيت نسوان حتة! ودا بيقوله نظام شغل! شغل إيه؟!
ـ يا معلم دي مش من حتتنا.
لقيته لفلي وأنا كشيت في نفسي.
ـ أنتي مش من هنا؟
ـ لـ لا بس هبقى من هنا.
بص على شنط السفر اللي معايا وتقريبا عرف إني ناقلة جديد.
ـ أهي بتقولك هتبقى يعني من حتتنا يعني إيه؟
ـ يعني برا شغلي.
ـ جدع يلا شوف وراك إيه.
الراجل مشي ولقيته لفلي وإداني شنطتي.
ـ يعني إيه؟
ـ يعني هو كان بينصب عليكي وحط تليفونه في شنطتك واتهمك بالسرقة وخد شنطتك وكان هيهرب بيها لولا ستر ربنا وأي عيل صغير لسه بيسنن عارف النصباية دي.
خلص كلامه وسابني في صدمتي، فوقت ومشبت وراه وأنا بنادي عليه.
ـ لو سمحت يا أستاذ أنت يا كابتـ
وقف مرة واحدة وخبطت فيه وحسيت إن مناخيري اتكسرت.
ـ أولاً أنا اسمي جواد وهنا بيقولولي يا معلم، ثانيًا أنا الريس هنا والزعيم يعني ااكل في الكل يعني مش واحد صاحبك سامعة يا حلوة؟
ـ خلصت؟ أنا بس كنت عايزة أقولك شكرًا علشان ساعدتني.
سكت شوية ولقيته قرب مني بوش جامد خالي من المشاعر فرجعت بوشي لورا وغمضت عيني بخوف.
ـ يبقى خلي بالك من نفسك بعد كدا يا حلوة.
حسيته بعد ففتحت عيني ولقيته مشي. أخيرًا خدت نفسي دا أنا كان قلبي هيقف، حطيت إيدي على خدي براحة وــ إيه دا؟! حسست بإيدي على ودني بخضة.
ـ حلقي!

وصلت عند بيت جدي الله يرحمه وخرجت المفتاح وفتحته ومرة واحدة لقيت الباب وقع لورا فصوت.
ـ يالهوي.. بسم الله الرحمن الرحيم.. قلبي كان هيقف.
دخلت جوا وكان المكان ضلمة، كام شعاع شمس داخل بين فتحات الشبابيك مدي إضاءة للمكان، تراب كتير في كل حتة، هدوء تام وسكينة.
ـ شكلي هتعب جامد انهاردة.
قربت من السفرة ورفعت من عليها الغطا اللي بهدلني تراب وكحيت كتير، حطيت الشنط فوق السفرة عشان متعطلنيش وأنا بنضف. فتحت باب البلكونة بالراحة ليقع هو التاني، بصيت من البلكونة على الناس والبيوت، شميت شوية هوا نقي وطلعت تليفوني واتصلت على أركين.
ـ أركين الحقي صاحبتك الهبلة.
ـ وصلتي؟
ـ أه وياريتني ما وصلت.
ـ ليه بس؟
ـ أول ما وصلت كنت هتسرق وبعدها حلقي اتسرق وباب البيت وقع وكل حاجة خربانة.
ـ حيلك حيلك إيه كل دا وسرقة إيه وحلق إيه؟
ـ حكيلك بعدين تعالي أنتي ساعدينب في التنضيف.
ـ طيب مسافة السكة بس.
ـ أه وقبل ما أنسى هاتي معاكي صنايعي كويس هحتاجه.
ـ أوك.
قفلت معاها وسمعت صوت صفير، بصيت حواليا ولقيت المعلم جواد واقف في البلكونة قصادي، أوف يا ربي بقى.
ـ نعم عايز إيه؟
ـ بنسلم بس.
ـ وسلمت؟ لو سمحت ملكش دعوة بيا خالص.
ـ تؤ.. مش لايق عليكي جو القطة اللي بتخربش دا.
ـ الله أنت مالك، دا بوقي أنا وأقول بيه اللي أنا عاوزاه وأنت مش ليك دخل.
لفيت وكنت هخرج بس وقفني صوته.
ـ أفهم من كدا إنك مش عايزة حلقك؟
لفيت بسرعة ولهفة.
ـ لا عايزاه لو سمحت هاته.
بصلي بطرف عينه.
ـ تؤتؤ.. دا باينه غالي عليكي والغالي مش من الساهل نفرط فيه.
ـ طب، طب ممكن ترجعه بليز.
ـ للأسف يا قطة أنتي قولتي مليش دعوة بيكي ودا اللي هيحصل.
أعيط؟ طب والله أعيط وأفضحكوا ها، هو بيرخم عليا ليه بس؟ سيبته ودخلت أستعد للتنضيف.

حكايات تمس القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن