حكاية 7

1.5K 61 16
                                    

ـ وبس يا ستي خلفت من هنا والمشاكل بدأت من هنا، بقى يخانقني على أي حاجة، شكلي ووشي وتعبي.
ـ بس أنتي كنتي لسه والدة وأكيد بنتك مكنتش بتخليكي تنامي وأكيد أنتي مكنش قصدك.
ـ دا اللي كنت بحاول أفهمهوله بس هو كان عايزني على سنجة عشرة في كل حاجة ومقدرش تعبي فطلقني.
ـ ومزعلتيش؟
ـ زعلت بس على الوقت اللي ضيعته مع شخص أناني مش بيحب غير المظاهر ونفسه، بالك أنتي أنا تعبي كله بيروح وأنا شايفة بنتي بتكبر قدام عنيا فبنسى كل الوجع.
ـ وأهلك؟
ـ أهلي كانوا ونعم الأهل الصراحة وقفوا جنبي وساندوني وأهُم بيعوضونا إحنا الإتنين عن كل حاجة فقدناها.
إزاي ممكن يكون في شخص بالبشاعة دي؟ دا بدل ما يكون فرحان ببنته ويبوس راس مراته على تعبها عشان تخلفله طفل منه، فضلت أفكر مكاني بعد ما مشيت، هو ممكن جواد يسيبني زيها بعد ما أخلف؟ لو دا ممكن فأنا مستغنية عن الخلفة ومستغناش عن جواد.
ـ حبيبتي بتفكر في إيه؟
ـ أنت رجعت إمتى؟
ـ لسه من شوية، سرحانة في إيه؟
ـ فيك طبعًا، هو أنا عندي غيرك أسرح فيه؟
ـ يا سيدي على الرومانسية، هاتي حضن بقى عشان تعب الشغل يروح.
حضنته وأنا بضحك، أنا عارفة إنه بيتلكك عشان أحضنه والشهادة لله أنا بكون عايزاه يتلكك.
ـ هو كان في ضيوف هنا؟
ـ أه بسمة كانت هنا وقعدنا نتكلم وكان معاها بنتها، كانت عسولة أوي.
ابتسم.
ـ عقبال ما يكون عندنا بنوتة زيها.
ابتسامتي اتهزت، قلبي دق بخوف، عيني زاغت.
ـ إن شاء الله.

كنا ماشيين في الشارع وشابكين إيدينا وحطها في جيب الجاكت بتاعه عشان يدفينا، حاجة بسيطة أوي بس فرحتني جدًا، لحد ما لقيت جواد بيبص على واحدة، كانت جميلة، قلبي اتنفض.
ـ بتبص على إيه؟
ـ مفيش.
حاولت أداري توتري.
ـ هروح الحمام وراجعة مش هتأخر.
مشيت بسرعة وأنا بحاول أهدي نفسي، غسلت وشي بمايه وبصيت لنفسي في المراية، جواد مش كدا، جواد مش كدا يا حور، مسحت وشي وظبطت الطرحة وخرجت وأنا راسمة ابتسامة اختفت لما لقيت جواد واقف مع البنت نفسها وبيضحك، فضلت واقفة لحد ما خلص كلام وروحتله.
ـ يلا نروح.
ـ في إيه؟ دا الجو حلو؟
ـ عشان خاطري، عايزة أروح.
ـ خاطرك غالي عندي، يلا يا حبيبتي.
جيه على بالي كلام بسمة، بس لا جواد ميعملهاش، أنا واثقة فيه بس خايفة، يا رب أنت العالم بحالي.

ـ خدي.
كانت علبة كبيرة شوية وملفوفة بشريط جميل ومتزينة بطريقة رقيقة.
ـ إيه دي؟
ـ افتحيها.
فتحتها، كان فيها فستان جميل أوي،فستـ.. إيه دا! دا نفس الفستان اللي كانت لابساه البنت اللي شوفناها، بصتله مستنياه يفهمني إيه دا.
ـ معقولة نسيتي عيد ميلادك؟
عيني لمعت وابتسمت بفرحة وتفاجؤ.
ـ أنا فعلاً نسيت عيد ميلادي خالص.
ـ أنتي مش بس نسيتي عيد ميلادك، أنتي كمان نسيتي الحضن، إيه اللي واخدك مني.
ضميت شفايفي بتوتر.
ـ أـ أصل أنا شوفتك واقف بتبص على بنت لما كنا خارجين ولما رجعت من الحمام لقيتك واقف بتكلمها وتضحك.
رفع حواجبه وبصلي باندهاش.
ـ أنتي شوفتيني؟ بس وغلاوتك عندي الموضوع مش زي ما أنتي فاهمةــ
قاطعته.
ـ عارفة بس الموضوع شاغل بالي مش أكتر، أنا واثقة فيك.
ابتسم بارتياح.
ـ الفستان اللي كانت لابساه كان حلو وتخيلتك فيه وقولت إنه هيكون حلو عليكي، فروحت وسألتها أشتري زيه منين عشان أشتريه ليكي في عيد ميلادك.
حضنته بندم وخجل من نفسي.
ـ أنا أسفة إني فكرت في حاجة زي دي.
حضني وضحك.
ـ أنتي متخيلة إني هبص لواحدة غيرك؟
اتكسفت ونزلت راسي.
ـ ما هي حلوة أوي.
مسك خدودي بإيديه وضحك.
ـ أنا مش شايف غيرك أصلاً عشان أشوف أحلى منك، أنتي ناسية إنك بندورتي الحمرا ولا إيه؟
ضحكت بفرحة بعد ما ريح قلبي، بس جزء مني كان خايف، فخدت قرار إني هحاول أعمل كل حاجة عشان ميحسش إنه ناقصه حاجة.

حكايات تمس القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن