حكاية 12

1.1K 61 31
                                    

ـ أخيرًا لقيتك.
مديت إيدي وقطفت الأعشاب اللي بقالي كتير بدور عليها وحطيتها في شنطتي، انتبهت للورد الجميل اللي جنبها فابتسمت ومديت إيدي ألمسه. فجأة سمعت صوت بوق القرية فوقفت بسرعة، في خطر!

ـ أركين، في إيه؟
ـ فرسان من المملكة موجودين هنا.
ـ إيه!
كانت هترد بس قاطعتها بسمة اللي جاية تجري.
ـ إشنسا، زعيم القرية عايزك حالًا.
ـ طيب رايحة.

فرسان من المملكة هنا؟! أول مرة تحصل، محدش بيعرف يوصل لقريتنا وبيتوه في الغابة ومبيطلعش منها حي، إزاي عرفوا مكان القرية؟ 

خدت نفس وخبطت على الباب ودخلت.
ـ حضرتك طلبتني؟
سند زعيم القرية على عكازه وقرب مني، بينما عيني دارت على الموجودين، خمس فرسان زيهم عليه شعار المملكة.
ـ دي إشنسا، معالجة القرية، تقدر تساعدكم، دا مساعد قائد فرسان المملكة.
انتفض الفارس اللي قال عنه زعيم القرية إنه مساعد قائد الفرسان بغضب عارفة سببه قبل ما ينطقه.
ـ إشنسا! الساحرة! إزاي تتجرأ ساحرة تقرب من قائد فرسان المملكة!
عيني دارت تاني في المكان بدور على قائد الفرسان ملقتوش ما بينهم، ولا واحد فيهم يظهر عليه إنه قائد الفرسان، وهو مش موجود هنا يعني مصاب، يعني كانوا في معركة في الغالب، رجعت بصيت للفارس الهايج بحزم قاطعة وصلة هيجانه.
ـ أولًا أنا مش ساحرة أنا معالجة، ثانيًا أنت مش في المملكة أنت في قريتنا ومفيش معالج غيري في القرية، ثالثًا والأهم إنك مش في موقف يسمحلك ترفض أو تقبل، قائد الفرسان مصاب ومحتاج معالجة فورية، بس في النهاية القرار يرجعلك.
ضم قبضة إيده بغيظ وقلة حيلة فرخيت ملامحي وكملت بهدوء.
ـ دلوقتي، فين قائد الفرسان؟

كان راقد على السرير وجبينه مليان عرق وملامحه متألمة، بقعة دم كبيرة غطت أغلبية ملابسه.
ـ اتصاب إزاي؟
قولتها وأنا بقرب منه بعاين الإصابة، كانت كبيرة وعميقة وخطيرة جدًا.
ـ كنا في معركة ضد المملكة المعادية وكنا على وشك الفوز، لكن على غفلة طعنوا القائد، انتصرنا عليهم بردو بس إصابة القائد كانت بليغة ومنقدرش نرجع للمملكة بحالته الحرجة ففضلنا ندور على مساعدة وكنا قريبين من الغابة.
ـ عرفتوا مكان القرية إزاي؟
ـ صدفة!
لفيتله بعلامة تعجب محتلة ملامحي، فكمل.
ـ أيوة صدفة، انتشر الفرسان في الغابة بيدوروا على أي حد واكتشفنا مكان القرية فدخلنا.
هزيت راسي بهدوء ورجعت بصيت لقائد الفرسان.
ـ أُحييه على قدرة تحمله واستمراره في التنفس للآن!
ظهر على وشه الاستياء من كلامي لكن ملحقش يرد، دخلت بسمة بالحاجات اللي طلبت تجيبها من بيتي. بدأت أعالج الإصابة بحرص شديد لخطورتها، بعد فترة طويلة تبان أطول مما هي عليه خلصت.
ـ أنا كدا انتهيت من مهمتي، بعد فترة هتبدأ درجة حرارته ترتفع، متقلقش دا بيكون مفعول الدوا، بلل منشفة وامسح بيها جسمه بس انتبه لا المايه تقرب من الإصابة.
ـ استني يعني أنتي مش هتعملي كدا؟
ـ قائدك مش قائدي، هاجي بكرا أتأكد من حالة الإصابة.
لفيت ومشيت قبل ما يدلي برده، خدت نفس عميق بعد ما خرجت من بيت زعيم القرية، رفعت راسي للسما بتابع غروب الشمس، متمنية في نفسي قُصر مدة وجودهم.

حكايات تمس القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن